1. الوجود التدويني: هو عبارة عن مجموعة أوصاف وحدود وخصائص يتصف بها الموجود، ويمكن كتابتها في كتاب. إن الوجود التدويني ليس هو إلاّ شرح ووصف لشيء أو لشخص معين دون أن يكون له أي أثر آخر في العالم الخارجي،
• في الوجود التدويني : تعريف الكريم : هو الشخص الذي يبذل المال أو الطعام أو أي نفع مشروع، عن طيب نفس ولكن دون اشتراط آثار خارجية على هذا التعريف
• كما لو شرحنا لجائع مئات المرات عن الكرم والسخائه وكرمه وبذلّ الطعام وعذاء للجائعين ولكن هذا الحديث لن يؤدي الى إشباع الجياع.
2. الوجود التكويني: هو عبارة عن تجسّم وتمثـّل تلك الأوصاف والحدود والخصائص التي كتبت عنه، في العالم الخارجي.
أما في الوجود التكويني نجد أن هذه الصفة لها مثال واقعي في الخارج وهو الإمام الحسن المجتبى وهذا الظهور الخارجي له أثر، فصار الإمام الحسن صلوات الله عليه هو مظهراً تكوينياً كاملاً لصفة الكرم لأنه حقق أقصى درجات الكرم فصار كريم أهل البيت ((ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كلّ مثل لعلّهم يتذكّرون))
نلخص إلى القول: إن الوجود التكويني هو أعلى وأفضل من الوجود التدويني له لما يملك من أثر في العالم الخارجي.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما"
إذن الوجود له مظهران :
1. مظهر تدويني وهو القرآن الكريم
2. ومظهر تكويني وهم أهل بيت العصمة والرسالة
إذن أهل البيت صلوات الله عليهم هم أعظم مظهر تكويني في الوجود وأن القرآن هو مظهر تدويني لحقائقهم التكوينية.
ما هو موقع القرآن بالنسبة للخلق (عقائديا) ؟
بما أن الحقيقة المحمدية تجلي غيبي للخصائص الإلهية، كذلك للقرآن أيضا تجلّي في عالم الغيب يتحد مع تجلّي أهل البيت في المقام الغيبي، فهما حقيقة واحدة وإنما ظهروا على الأرض بصورة متباينة فأصبح لأهل البيت ظهور بشري، وللقرآن ظهور تدويني بأحرف وكلما، ولذلك نقول أن أمير المؤمنين هو القرآن الناطق وهذا يفسر حديث الرسول " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض" .
اعتقاد مذهب أهل البيت بنظرية تحريف القرآن؟
مذهب أهل البيت لا يعتقد بالتحريف اللفظي للقرآن ولكن بتحريف المعاني لأن تفسير آيات القرآن أخذ الى معان غير الذي أنزل فيها " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" كذلك تكرار الآيات في القرآن ليس لغوا وإنما لزيادة المعاني " زيادة المباني لزيادة المعاني"،
قال الرسول (صلى الله عليه وآله) " علي مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما دار" علي مع القرآن أي أن نهج علي, كلام علي، حركات وسكنات علي مطابقة للقرآن، أما القران مع علي فيعني كل علم القرآن وبواطنه وأسراره عند علي وآل علي.
أي جهاز كهربائي يدل على صانعه بنسبة دقته وتطوره وقدراته الكبيرة فأعلم الناس بهذا الجهاز من صنعه لذلك من يستعمل هذا الجهاز يضع من الكتيب تعليمات وإرشادات توضح لك كيفية استعماله، فالقرآن حق وكتاب حق متطابق مع وجود حق إسمه الإمام علي، القرآن الناطق لذلك القرآن هو حقيقة "كتالوج آل محمد".
مظاهر الكتاب التكويني
نور أهل البيت هو المظهر الأتم للكتاب التكويني وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام ((ما لله آية أكبر مني ولا نبأ أعظم مني فأنا الآية الكبرى والنبأ العظيم))
ثم تتجلّى هذه الآية في قوالب تكوينية مختلفة الكبر والصغر فنور الوجود كلّه من نور أهل البيت عليهم السلام، وكذلك القرآن هو خاتم الكتب وأكملها وأتمها، فعلم الزبور والتوراة والإنجيل في القرآن، وبذلك يتطابق الكتابان التكويني والتدويني.
لذلك لا يعرف حقيقة القرآن إلا من خوطب به ومن نزل في بيوتهم، موسى على نبيّنا وآله وعليه السلام حين تلقى الألواح سأله أحد أتباعه : " يا موسى من أعلم الناس؟" قال : "أنا" فأوحى الله إلى جبرائيل أن أدركه قبل أن يهلك ثم أرسله إلى الخضر عليه السلام ((فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما)) ليتعلم.
قال الله تعالى : *هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا * قال له الخضر *إنك لن تستطيع معي صبرا*. لأن علم الخضر علم باطني وليس فقهي كعلم موسى. كذلك القرآن فمجرد المعرفة بمفردات الآية وتفسيرها وأسباب نزولها لا يعني تعلم القرآن فالكل عاجز عن تعلم باطن القرآن وهذا بالطبع لا يعني أن نترك تعلم القرآن " فما لا يدرك كله لا يترك كله " بل لا بد من محاولات مستمرة ومتنوعة في دراسة القرآن مع اليقين بأني لن أصل إلى حقيقة القرآن التي ((لا يمسّه إلا المطهّرون)) .
بما أن الوجود التكويني والتدويني متطابقان فأن الآيات التدوينية قد أوجد لها أمثلة مجسدة في العالم الخارجي تطبق تلك الآيات " إن الله يحب المتطهرين، إن الله يحب المحسنين، (﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ )﴾ " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"كلها آيات لها وجود خارجي أظهرها بالمظهر الكلي محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين فأعلى درجة شهيد هو الحسين عليه السلام الذي يجسد هذه الآية ،
وأما إسم العليم مظهره من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وآله "أنا مدينة العلم وعلي بابها" ورسول الله صلى الله عليه وآله هو مدينة العلم ومجمع القرآن الذي نزل على قلبه في ليلة القدر ((إنا أنزلناه في ليلة القدر)) فوجود هذه النماذج تساعدنا على فهم القرآن وكيفية تطبيقه في حياتنا. ومن هنا نجد مقولة "حسبنا كتاب الله" إنما هي جريمة في حق الإسلام حيث تم فصل القرآن عن العترة مع أن رسول الله صلى الله عليه وآله "لن يفترقا"، ولكن ما فائدة المعلومات دون إمكانية التطبيق .
كقصة العالم الشيعي وابن باز، حيث قال لابن باز (وهو كفيف البصر أعمى) : إن فسرت القرآن على ظاهره فأنت أول من يدخل النار، فقال ابن باز: ولم ؟ قال العالم لقوله تعالى : "(( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وساء سبيلا))" فما دمت في الدنيا أعمى فأنت تحشر بالآخرة أعمى، ولكن في الواقع ليس كفيف البصر من يدخل النار بل أعمى القلب والبصيرة .
سورة الأحزاب
(( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلنا قولا معروفا(32) وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وأتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ))(33)
1- يقول تعالى يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن، أي مشروطة بالتقوى كونهم زوجات الرسول صلى الله عليه وآله، أما حين الحديث عن عصمة أهل البيت وأصحاب الكساء فهي عصمة كلية وكاملة من الرجس والنجاسة والسهو بل العصمة حتى من ترك الأولى، أما نساء النبي فلا بد من تحقيق شرط التقوى لتنطبق عليهم الآية ثم نجد أن هناك أوامر وشروط لا بد من تنفيذها ومع ذلك حتى لو طبقت كل الشروط لن يصلوا الى عصمة أهل بيت العصمة والرسالة.
2- نجد أن سياق الآية في البداية كانت بنون النسوة أي موجهة الى نساء النبي أما حين تحدث عن أهل البيت كانت الكلمات بالجمع المذكر
3- حين تحدث عن النساء كانت الآية مشروطة ، أما الحديث عن أهل البيت فكانت مطلقة، حيث قال تعالى((ويطهركم تطهيرا)) فالتطهير هنا مطلق وهذا الاختلاف لا بد يتبعه سياق بالتفسير
وبذلك نجد أن هذه الآية لا تنطبق على نساء النبي ولا على أحد من بني هاشم بل على الخمسة أصحاب الكساء فقط ونجد أن أهل السنة برغم من يقينهم بأن عليّ عليه السلام طاهر من آية التطهير وبرغم أنهم يقولون كرم الله وجهه لأنه لم يسجد لصنم قط وأنه أول فتى آمن برسول الله صلى الله عليه وآله ، ويعلمون أن أبو بكر كان كافر وأسلم ومع ذلك يقولون أن ابو بكر أفضل من عليّ عليه السلام وكل ذلك يدل على عناد وتناقض عجيب .
حينئذ نعلم أن تعلم القرآن يحتاج إلى أهله, وأهله هم أهل البيت عليهم السلام، ونحن نأخذ عنهم كل علوم القرآن وتفسيره وتأويله.
تفسير البسملة
التهذيب: بإسناده عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن الإمام الصادق عليه السلام، أنه قال في فضيلة "بسم الله الرحمن الرحيم": البسملة أقرب إلى إسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها.
أقول: جاء في الأحاديث المرويّة عن الأئمة المعصومين عليهم السلام، أن من دعا الله عزّ وجل بإسمه الأعظم استجيب دعاؤه وقضيت حاجته. فهذا الإسم المبارك مفتاح كل حاجة ودواء كل علّة، والإسم الأعظم من الأسرار التي لا يعلم بها إلا المعصومون عليهم السلام وأصحاب أسرارهم.
العمل الأبتر
تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام: روى بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:" ولربّما ترك في افتتاح أمر بعض شيعتنا "بسم الله الرحمن الرحيم" فيمتحنه الله بمكروه لينبهه على شكر الله تعالى والثناء عليه، ويمحو عنه وصمة تقصيره عند تركه
قول: {بسم الله الرحمن الرحيم}
أي عمل لم يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر "والأبتر هو الشيء مقطوع النهاية" ولكن البسملة تكون في البداية فكيف يكون أبتر في النهاية ؟ تفسير سورة الكوثر "إن شانئك هو الأبتر" أي مقطوع النسل
أما العمل الأبتر هو العمل المقطوع الأجر لخلوه من البسملة لأنه غير متصل بأصحاب البسملة محمد وآل محمد فيصبح العمل غير متصل بعالم النور فيخلد الى الأرض لأن البسملة معناها الإتصال النوراني وهي تماماً عكس الأبتر.
الصلاة البتراء
قال رسول الله صلى الله عليه وآله " لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء " قيل وما الصلاة البتراء قال " أن تصلوّا علي وتتركوا أهل بيتي" ومع ذلك نجد أنهم ما زالوا يقولون صلى الله عليه وسلم فقط، ولكن ما معنى صلى الله عليه وآله سلم "((إن الله وملائكته يصلون على النبي فيا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليما))" لا تتصوروا أبداً أننا نحن الذين نصلي على النبي !!! بل الله صلّى عليه وأمر المسلمين أي يسّلموا لعلي ((إن الله وملائكته يصلون)) أمر من الله بالصلاة عليه : أي أن ندعو ونطلب من الله أن يصلي عليه لا لحاجة رسول الله لصلاتنا بل إن طلبنا من الله بالصلاة عليه هو ليس إلا رحمة لنا واتصال لروحنا بالنور الإلهي والرحمة الإلهية ونفعه عائد إلينا. وأما إذا بلغ الإنسان مقام الإتصال وصل الى مقام التسليم لإن التسليم هو جذبة الإتصال والتسليم في الآية تسليماً ملطقاً لوجود المفعول المطلق الدال على القيام بالعمل بالحد الأقصى ((وسلموا تسليما)) كامل ومطلق لأمير المؤمنين ونربط ذلك بتسليم الراية لأمير المؤمنين في حياة الرسول وأيضا تسليمها له يوم القيامة.
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
