قد ورد لفظ «البرّ» 15 مرّة في القرآن و قد وقع وصفاً له في آية واحدة.
قال سبحانه: (إنّا كُنّا مِنْ قِبْلُ نَدْعُوهُ اِنَّهُ هُوَ البَرُّ الرَّحِيم) (الطور/28 ).
قد ذكر ابن فارس «للبَر» مثلثاً اُصولاً أربعة: الصدق، و حكاية صوت، وخلاف البحر، ونبت.
أمّا الصدق مثل قوله: صدق فلان و برّ، و برّت يمينه أي صدقت، و أبّرها أمضاها على الصدق.
وأمّا حكاية الصوت فالعرب تقول : لايعرف هِراً من برّ ، فالهر دعاء الغنم ، والبرّ الصوت بها إذا سقيت.
وأمّا خلاف البحر مثل قوله سبحانه: (ظَهَرَ الفَسادُ فِى البَرِّ وَالْبَحْرِ) (الروم/41).
و أمّا النبت فمنه البُرّ وهِيَ الحِنْطَةُ، الواحدة: بُرّة.
ثمَّ إنّه رتّب على المعنى الأوّل قولهم: يبرّ ذا قرابته، و قال: و أصله الصدق يقال: رجل برّ و بارّ و بررت والديّ.
وعلى هذا فالبرّ هو الصادق واُطلق على المحسن لأنّه صادق في حبّه، و قد وصف به سبحانه في القرآن كما وصف به يحيى و المسيح قال سبحانه واصفاً ليحيى: (وحناناً مِنْ لَدُنّا وَ زَكاةً وَ كانَ تَقِيّاً * وَ بَرّاً بِوالِدَيْهِ وَ لَمْ يَكُنْ جَبّاراً عِصِّياً) (مريم/13و14) وحكى عن المسيح وقال: (وَاَوْصانى بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوالِدَتِى وَلَمْيَجْعَلْنِى جَبّاراً شَقِيّاً) (مريم/31و32).
هذا ما يستفاد من كلام الخبير ابن فارس غير أنّ الراغب في مفرداته جعل الأصل هو خلاف البحر فاشتقّ منه سائر المعاني فقال: البرّ خلاف البحر وتصوّر منه التوسّع فاشتقّ منه البرّ أي التوسع في فعل الخير (1) و ينسب ذلك إلى اللّه تعالى نحو (إِنَّهُ هُوَ البرّ الرَّحِيم)(الطور/28) وإلى العبد تارة فيقال: برّ العبد ربّه، أي توسّع في طاعته، فمن اللّه تعالى الثواب ومن العبد الطاعة إلى آخر ما ذكره.
وعلى ذلك فيحتمل أن يكون المراد، الصادق في ما وعده، و الرحيم بعباده، و اختارها الصدوق و نقله الطبرسي وجهاً، كما يحتمل أن يكون المراد المحسن، وإليه يرجع ما يقال أي اللطيف وأصله اللطف مع عظم الشأن.(2).
1 ـ و لعلّه لأجل انّ البَرّ مركز الخير عند العرب ، و البحر محل الشرّ.
2 ـ التوحيد للصدوق : ص 215 ، مجمع البيان ج 5 ، ص 116.
كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..
وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء
سلمتي يااختي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك