وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ
إن الحلم غطاء ساتر، والإنسان الذي يواجه حالات الغضب بالهدوء والصمت؛ يغطي على سيئاته..
وبالتالي، يجنب نفسه موجبات الاعتذار...
**
إن المؤمن الذي يدعو الله -عز وجل- وله أمل بمن سواه ينقطع أمله..
قال تعالى: (وعزتي، وجلالي، ومجدي، وارتفاعي على عرشي!.. لأقطعن أمل كل مؤمل من الناس غيري باليأس...)،
فالإنسان عندما يدعو الله عز وجل، لابد أن يعيش هذا الاعتقاد الباطني!.
****
حــكــمــة هذا الــيــوم
مما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أبي ذر رحمه الله : يا أبا ذرّ !..
ما دمت في الصلاة فإنّك تقرع باب الملك الجبّار ، ومَنْ يكثر قرع باب الملك يفتح له .
يا أبا ذرّ !.. ما مِنْ مؤمنٍ يقوم مُصلّياً ، إلاّ تناثر عليه البرّ ما بينه وبين العرش ،
ووُكّل به ملك ينادي : يا بن آدم !..لو تعلم ما لَكَ في الصلاة ومَنْ تُناجي ما انفتلت ... جواهر البحار
*********
قال الإمام الكاظم (عليه السلام) : السخي الحسن الخلق في كنف الله، لا يتخلى الله عنه حتى يدخل الجنة، وما بعث الله نبياً إلا سخياً، وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن الخلق حتى مضى .
********
المعرفة الوجدانية!..
إن البعض يشتكي من عدم الأنس في مناجاته مع الله تعالى، في حين أنه يأنس بكل لغو وباطل!.. والسبب يكمن في أن قوام المناجاة طرفان: المناجي والمناجى.. فمن اللازم على العبد معرفة الطرف الذي يناجيه، إذ كيف يتفاعل مع من لا يعرفه؟!.. فهنالك فرق شاسع بين المعرفة الوجودية، والمعرفة الوجدانية.. أي فرق بين أن يؤمن العبد إيمانا نظرياً بوجود الرب، وبين أن يستشعر هيمنته على كل شيء في الوجود.. فلو أنه وصل إلى تلك الدرجة، فهل يخشى شيئاً، مهما بلغت به الأمور وضاقت به الأحوال؟!.. إن الأمر يحتاج إلى صدق في الاعتقاد.
*******
الدعاء المناسب للحالة
إن أدعية الأئمة (ع) - ومنها المناجاة الخمسة عشر - تتناسب مع الحالات المختلفة للعبد ..فينبغي اختيار الدعاء المناسب لتلك الحالة الخاصة ، وهذا بدوره يحتاج إلى تذوّق خاص لكلماتهم يحصل بالممارسة ..فحالة ( المقصّر ) يناسبها دعاء التائبين أو الشاكين ، وحالة ( المنبسط ) في الطاعة يناسبها دعاء المحبين أو المريدين ، وحالة ( الوَجِل ) يناسبها دعاء الخائفين أو الراجين ، وحالة ( المستغرق ) في النعم يناسبها دعاء الشاكرين ، وهكذا الأمر في باقي الأدعية ..وعليه فإنه من المناسب استقراء أدعيتهم - وخاصة في المناجاة - لاستخلاص ما يناسب الحالة الموافقة لهـا .