بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء والمرسلين، ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين سيما خليفة الله في الأرضين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم إلى يوم الدين، ولاحول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم. مقتطفات من الخطبة الغديرية الكبرى
مقتطفات من الخطبة المباركة للرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لنعيش بعض تلك الأجواء النبوية ونحن على ضفاف الغدير.
وهذه الرواية والخطبة مذكورة في العديد من مصادرنا بأسانيد معتبرة عن الإمام الباقر صلوات الله وسلامه عليه، عن الحذيفة ابن اليمان، وأيضا عن زيد بن أرقم وآخرين، يمكن أن تراجعوا (الغدير) و (العبقات) لتروا المصادر وهي بالعشرات بل وأكثر. - ديباجة الخطبة
فان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ابتدأ الخطبة بالحمد والثناء فقال: "الْحَمْدُ لله الَّذي عَلا في تَوَحُّدِهِ"، اذ قد يكون الإنسان متوحدا في جزيرة منعزلا مهملا أو محبوسا مكبّلاً لكنه "الْحَمْدُ لله الَّذي عَلا في تَوَحُّدِهِ وَدَنا في تَفَرُّدِهِ وَجَلَّ في سُلْطانِهِ وَعَظُمَ في أَرْكانِهِ، وَأَحاطَ بِكُلِّ شَيْء عِلْماً وَهُوَ في مَكانِهِ، وَقَهَرَ جَميعَ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِهِ وَبُرْهانِهِ، حَميداً لَمْ يَزَلْ، مَحْمُوداً لا يَزالُ وَمَجيداً لا يَزُولُ، وَمُبْدِئاً وَمُعيداً وَكُلُّ أَمْر إلَيْهِ يَعُودُ...".
والخطبة طويلة وينبغي أن يبدأ الخطباء الكرام واساتذة الجامعة والمدرسين، ديباجة حديثهم، دروسهم، وخطبتهم، ببعض هذه الخطبة على الأقل إحياءا لأمر الغدير.
ثم قال: - الإمام العامة الشاملة:
"فَاعْلَمُوا مَعاشِرَ النّاسِ ذلِكَ فيهِ وَافْهَمُوهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ قَدْ نَصَبَهُ لَكُمْ وَلِيّاً وَإماماً فَرَضَ طاعَتَهُ عَلَى الْمُهاجِرينَ والأنصار وَعَلَى التّابِعينَ لَهُمْ بِإحْسان، وَعَلَى الْبادي وَالْحاضِرِ، وَعَلَى الْعَجَمِيِّ وَالْعَرَبِيِّ، وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ وَالصَّغيرِ وَالْكَبيرِ، وَعَلَى الأبيض والأسود، وَعَلى كُلِّ مُوَحِّد ماض حُكْمُهُ، جاز قَوْلُهُ، نافِذٌ أَمْرُهُ، مَلْعُونٌ مَنْ خالَفَهُ، مَرْحُومٌ مَنْ تَبِعَهُ وَصَدَّقَهُ، فَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلِمَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَأَطاعَ لَهُ". وكان مما قال: - علي الخليفة على الأمة وعلى تفسير كتاب الله
"مَعاشِرَ النّاسِ، هذا عَلِيٌّ أَخي وَوَصِيّي وَواعي عِلْمي، وخَليفَتي في أُمَّتي عَلى مَنْ آمَنَ بي وَعَلى تَفْسيرِ كِتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ وَالدّاعي إلَيْهِ وَالْعامِلُ بِما يَرْضاهُ وَالْمُحارِبُ لأعدائه وَالْمُوالي عَلى طاعَتِهِ وَالنّاهي عَنْ مَعْصِيَتِهِ.
إنَّهُ خَليفَةُ رَسُولِ اللهِ وَأَميرُ الْمُؤْمِنينَ وَالإمامُ الْهادي مِنَ اللهِ، وَقاتِلُ النّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ بِأَمْرِ اللهِ". ـ- حكم منكر الولاية والشاك في حديث الغدير
ثم بعد ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مقطع آخر اوضح بأن الغدير وولاية الأمير هي الفاروق بين الحق والباطل والفاصل بين الجنة والنار، فقال: "مَعاشِرَ النّاسِ، إنَّهُ - أي علي عليه السلام - إمامٌ مِنَ اللهِ، وَلَنْ يَتُوبَ اللهُ عَلى أَحَد أَنْكَرَ وِلايَتَهُ وَلَنْ يَغْفِرَ لَهُ، حَتْماً عَلَى اللهِ أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ بِمَنْ خالَفَ أَمْرَهُ وَأَنْ يُعَذِّبَهُ عَذاباً نُكْراً أَبَدَ الاْبادِ وَدَهْرَ الدُّهُورِ. فَاحْذَرُوا أَنْ تُخالِفُوهُ، فَتَصْلُوا ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرينَ".
ثم يقول (صلى الله عليه وآله وسلم) : "وَمَنْ شَكَّ في شَيْء مِنْ قَوْلي هذا فَقَدْ شَكَّ في كُلِّ ما أُنْزِلَ إلَيَّ، وَمَنْ شَكَّ في واحِد مِنَ الأئمة فَقَدْ شَكَّ فِي الْكُلِّ مِنْهُمْ، وَالشّاكُ فينا فِي النّارِ".
ثم يشير صلوات الله عليه إلى بعض ارهاصات المستقبل وينذر ويحذر إذ يقول: - أئمة الضلال وأصحاب الصحيفة الملعونة