بسم الله الرحمن الرحيم
مستل من احد خطب الجمعه الى السيد الشهيد(محمد محمد صادق الصدر)(قدس الله نفسه الزكيه)
هل خطر في بالك ان تسأل هذا السؤال : من قتل الحسين (عليه السلام) ؟ بالله عليكم من الذي قتل الحسين (عليه السلام) ؟؟ ربما انكم تجدون الجواب سهلا على ذلك.
في الحقيقة بحسب فهمي والانسان لا يتعدى فهمه ان لهذا السؤال اجوبة عديدة كلها صحيحة. والان اعرض جملة منها عليكم:
قتله الشمر عليه اللعنة والعذاب، لانه هو الذي حز رأسه.
قتله عمر بن سعد، لانه هو القائد الاعلى للجيش المعادي في كربلاء.
قتله عبيد الله بن زياد، لانه هو الآمر المباشر بالحرب مع الحسين وبقتل الحسين (كول لا!).
قتله كل راضٍ بقتله (من رضي بفعل قوم كان منهم). ولنا على ذلك في بعض الزيارات والادعية دلالة ووضوح.
انظر حبيبي .. الا تقرأ في حرم امير المؤمنين سلام الله عليه (اللهم العن قتلة امير المؤمنين). بالله كم واحد قتلة امير المؤمنين ؟ واحد طبعا. عبد الرحمن بن ملجم عليه اللعنة والعذاب، اما الباقون فمن هم ؟ من هو الذي قتله الا هو ! مع ذلك الامام المعصوم سلام الله عليه بحسب الرواية يقول : (اللهم العن قتلة امير المؤمنين ..). اذن لامير المؤمنين قتلة كثيرون، وله قتلة في كل جيل : في السابقة وفي هذا الجيل وفي الاجيال اللاحقة الى ظهور الحق المطلق عجل الله فرجه. سبحان الله .. لماذا ؟ لانه من رضي بفعل قوم كان منهم، وهذا مختصر مفيد ولا حاجة الى الاطالة.
قتله يزيد بن معاوية عليه اللعنة والعذاب لانه هو السلطان الرئيسي الذي امر بهذه الفاجعة والواقعة وهذا كله اكيد وقلت لكم كله يصدق، كله صحيح ليس فيه كذب انشاء الله. ليس فيه كذب انشاء الله لا في الدنيا ولا في الاخرة ولا امام التاريخ ولا امام الله.
انا اقول جوابا آخر : قتله الاستعمار المسيحي الغربي (كول لا !). سوف ابرهن لكم. وانا مخصص هذه الخطبة للاستدلال على ذلك.
كانت ولا زالت العنجهية والرضا عن النفس والانانية موجودة عندهم من ذلك الحين والى العصر الحاضر. الم تسمع بالدولة البيزنطية او الرومانية ؟ سمعت طبعا. حكمت من قبل وجود المسيح سلام الله عليه الى ما بعد وجود نبي الاسلام (صلى الله عليه واله) حكمت واستمرت بالحكم ربما الف سنة او اكثر. وكان حاكمها الرئيسي يسمى القيصر (كول لا !). وسمعت من قصص شكسبير (يوليوس قيصر) من هو ؟هذا قيصر واحد منهم، الذي قتل في حادثة القصة (قبحه الله) على كل حال ذهب الى ربه.
ومحل الشاهد ليس هذا. انا في حدود فهمي انها كانت تحكم وسط وجنوب اوربا، اليونان وايطاليا ورومانيا ووعاصمتها روما في ايطاليا نفسها. وحاكمها القيصر … والعرب ـ طبعا الطرق البعيدة وتكاد ان تكون منقطعة في ذلك الحين. وفهم الشرق عن الغرب قليل … ـ المهم كانوا يسمون شمال اوربا الافرنج او الفرنجة. ويسمون جنوب اوربا الروم. والفرنجة من الفرنس حسب الظاهر انه يقلب السين جيما، ولما تكون الفكرة مجملة في اذهانهم، اذن المانيا وفرنسا وبريطانيا بالتقسيم الحاضر كلهم فرنجة واليونان وايطاليا ورومانيا وسويسرا ويوغسلافيا وجيكوسلوفاكيا اي وسط اوربا وجنوبها التي هي شواطيء البحر الابيض المتوسط : روم كلهم روم وكان هؤلاء الروم او الدولة البيزنطية مستعمرة للشام الكبرى اي سوريا ولبنان وفلسطين والاردن ولا زالت اثارهم فيها ولا زال المسيحيون موجودين في لبنان لم يتوبوا من عصر صدر الاسلام كنتيجة للاستعمار البيزنطي (كول لا، هم خلي يكولون لا. سبحان الله !).
اذكر لكم مميزات هذه الدولة المجرمة، بمعنى من المعاني هي التي قتلت المسيح او التي اعتقدت انها قتلت المسيح (شبه لهم) لمن ؟ لجلاوزة الدولة الرومانية الموجودين في فلسطين. قتلوه ودقوا في يديه ورجليه المسامير واعلنوا عليه استهزاءا ان هذا ملك اليهود.
طيب، شيء آخر. طبعا انما الاعمال بالنيات. يعني يعاقبهم الله على انهم قتلوا المسيح لانهم ارادوا قتل المسيح واعتقدوا انهم قتلوا المسيح. اما ان يكون بينه وبين الله انه يهوذا الاسقريوطي او غيره فهو غير مهم . المهم انهم قتلوا المسيح عمليا. وان كان رفعه الله اليه بالسر بين الجدران .
احدهم القيصر الذي كان موجوداً في زمن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هو الذي داس رسالة النبي (صلى الله عليه واله) تحت قدمه وقتل الرسول (كول لا !) الم تسمع انه (صلى الله عليه واله) ارسل رسائل الى فلان وفلان، الى خمسة او ستة من الرؤساء المشهورين في العالم في ذلك الحين ؟ الى الحبشه ومصر وروسيا وايطاليا. فهنا هذا الرجل عنجهي واناني ومستغني عن برية الجزيرة العربية كلها فيقول في نفسه انها ليس لها قيمة واسحقها بمداسي، وايضا يقتل الرسول بالرغم من ان قتل الرسل عالميا وعقلائيا ممنوع حبيبي.
كانت هذه الدولة كافرة تؤمن بتعدد الالهة الى ثلاثمائة عام بعد بعثة المسيح، ثم تمسحت اي دخلت في المسيحية نتيجة لتفاعلات واعلام داخلي في مجتمعها. دخل القيصر الذي كان في ذلك الحين اسمه (اغسطس) او نحو ذلك في المسيحية واتبعه شعبه الشعب بدين ملوكهم. بمعنى من المعاني كلهم صاروا مسيحيون وصاروا مسيحين متعصبين. واليهود ايضا من هذه الناحية وان كانت العبارة غير لطيفة لايقصرون، يتدخلون في الصغيرة والكبيرة وكان لهم شأن كبير في ذلك المجتمع.
هذا شرح عن حال اوربا والدولة البيزنطية او الرومانية او الرومية.
في الحقيقة الاستعمار بالمعنى الحديث لم يكن موجودا. لان الات الحرب الحديثة والات وسائل النقل الحديثة والاجهزة الحديثة لم تكن موجودة. الا ان العمالة كانت موجودة، لان اليهود والمسيحيين الموجودين في الشرق في المجتمع المسلم فالمسيحيون يحترمون ويحبون المسيحيين امثالهم الموجودين في اوربا ويحترموهم ويعتبروهم الفرد الاكمل والامثل الذي يجب طاعته والبابا هناك فيجب طاعته. اذن هم عملاء من حيث ارادوا ام ابوا، وينخرون في المجتمع المسلم بكل صورة. من زمان النبي ولعله الى العصر الحاضركلا الفئتين اليهود والمسيحيون.
فكانت الاديرة مبشرة في البلدان المسلمة كل واحد جاعل على باله الدعوة الى دينه والدعوة الى الدولة التي ينتمي لها. هذا ليس بغريب، ليس بغريب ولكن الغريب ان الخلافة ترضى عنهم وتحترمهم وتستشيرهم في امورها. هذا هو العيب والغريب. كانوا هكذا حبيبي بالتاكيد هكذا كانوا …
سرجون مسيحي من مسيحيي الشام رباه معاوية وجعله نديما له ومستشارا له. هل يجهل معاوية ان هذا الرجل ينغر الى اهله ؟
]