ما هو سبب إعطاء النبي (ص) الراية للإمام علي (ع) في الحروب ؟
منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) سنة الرسول - اخلاق الرسول - صفات الرسول - أعمال الرسول - افعال الرسول - غزوات الرسول - فتوحات الرسول - احاديث الرسول - زوجات الرسول - صلى الله عليه وآله
ما هو سبب إعطاء النبي (ص) الراية للإمام علي (ع) في الحروب ؟
ما هو سبب إعطاء النبي (ص) الراية للإمام علي (ع) في الحروب ؟
جرَت العادةُ في نظامِ الجيوشِ أن تُخصّصَ راياتٌ تحملُ كلماتٍ أو رموزاً تدلّلُ على عقيدةِ هذا الجيشِ أو ذاكَ، معَ الأخذِ بعينِ الإعتبارِ أن يكونَ الحاملُ لهذه الرّاياتِ مِـمّن يمتازُ بصفاتٍ فريدةٍ لا تتوفّرُ في غيرِه، لِـما يترتّبُ على ذلكَ مِن أثرٍ عظيمٍ في المعركة.
ويمكنُ لنا الوقوفُ عندَ أهمّيّةِ اللواءِ في الجيشِ والمعركةِ مِن خلالِ وصيّةِ الإمامِ أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلام إلى قادةِ جيشِه فقال:
«ورايتُكم فلا تميلوها ولا تخلّوها ولا تجعلوها إلّا بأيدي شجعانِكم والمانعينَ الذّمارَ منكُم، فإنّ الصّابرينَ على نزولِ الحقائقِ هُم الذينَ يحفّونَ براياتِهم، ويكتنفونَها حفافيها ووراءَها وأمامَها لا يتأخّرونَ عنها فيسلّموها، ولا يتقدّمونَ فيفردونَها»([ينظر: كتابُ إختيار مصباحِ السّالكينَ، لابنِ ميثمَ البحرانيّ، ص ٢٨٠، وكتابُ الإرشادِ للشّيخِ المُفيد،ص286].
وهذا النّصُّ الشّريفُ يُظهرُ دورَ اللواءِ في المعركةِ وآثارَه على المُعسكرينِ بحدٍّ سواء فأمّا على معسكرِ أهلِ الإيمانِ فقد أوصى عليه السّلام بالإلتفافِ حولَ اللّواءِ وأن يحرصوا على عدمِ إمالتِها بل تُرفعُ بشكلٍ مستقيمٍ وذلكَ لما تدلُّ مِن تماسكِ الجندِ وإنقيادِه للقائدِ وهذا يتركُ أثراً معنويّاً على العدوّ فضلاً عَن أصحابِ اللّواء.
ولِذا كانَ أميرُ المؤمنينَ عليٌّ بنُ أبي طالب عليه السّلام يوصي بأن لا تُجعلَ الرّايةُ إلّا بأيدي رجالٍ لهم صفاتٌ مُحدّدةٌ لِما يترتّبُ على حركتِهم وتنقّلِهم في المعركةِ مِن آثارٍ لكِلا المُعسكرينِ، وهذه الصّفاتُ، هي:
وكذلكَ يتبيّنُ لنا السّببُ الرّئيسُ في إعطاءِ الإمامِ الحُسينِ عليه السّلام اللّواءَ لأخيهِ العبّاسِ عليه السّلام، إذ دلَّ ذلكَ على أنّه كانَ يتميّزُ بالخصوصيّاتِ التي حدّدَها الإمامُ أميرُ المؤمنينَ عليٌّ بنُ أبي طالبَ عليهما السّلام في وصيّتِه لقادةِ الجيشِ، فضلاً عمّا تميّزَ بهِ مِن خصائصَ عديدةٍ كشفَها حاله في المعركةِ حينَما برزَ إلى القومِ في تلكَ المعركةِ لا يزالُ صداها إلى يومِنا هذا.
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة