والصلاة والسلام على هادي الخلق وخيرهم اجمعين وعلى اله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لهفَ نفسي لبنت «موسى» سقاها الدهر كأساً فزاد منه بلاها
أودَعَتْهُ قعر السجونِ أناسٌ أنكــــــــــــــرت ربّها الذي قد براها
والى أن قضى سميماً فراحت تُثكل الناس في شديدِ بكاها
وأتى بعده فراقُ أخيها حين في «مَروَ» اسكنته عِداها
كل يوم يمُّر كان عليها مثل عام فأسرعَتْ في سراها
أقبلت تقطع الطريق اشتياقاً لأخيها الرضا وحامي حماها
قام «موسى» إذ ولاء الرضا أخيها ولاها
نزلت بيتَه فقام بما اسـ طاع من خدمة لها أسداها
ما مضت غيرَ برهة من زمان فاعتراها من الأسى ما اعتراها
والى جنبه سقامٌ أذاب الجسم منها ثقله اظناها
فقضت نحبها غريبةَ دار بعدما قطّع الفراق حشاها
أطبقت جفنها الى الموت لكن مارأت والدَ الجواد أخاها
(من شعر الخطيب الجليل الشيخ محمدسعيدالمنصوري)
من كراماتها عليها السلام ولا عجب فهي بنت قاضي االحاجات ومفرج الكربات وباب المراد موسى بن جعفر سجين هارون الرشيد اخت علي الرضا سلام الله عليهم اجمعين.
نقل أحد أساتذة الاخلاق والوعاظ المشهورين في مدينة قم المقدسة الحكاية التالية: ظهرت قبل سنين في عين ابنتي الصغيره بقعة بيضاء، فراجعنا طبيب العين المشهور في المدينة، وأوصى انه يحب اجراء عملية جراحية لعينها، وعيّن لها موعداً خاصاً بحسب النوبة.
وكان علينا ان نخفف من تأثير الخبر على نفسية البنت ونعزّز عندها الثقة بالنفس، الاّ انها وحالما سمعت بذلك بدأت بالبكاء و أحسّت بالخوف والاضطراب، الامر الذي جعلنا نعيش الحالة نفسها.
ولّما حان موعد العملية الجراحية توجهنا بالبنت نحو عيادة الطبيب المعالج، وأثناء مرورنا في الطريق حانت التفاتة من البنت نحو القبة المنورة والمرقد المطهر للسيدة المعصومة فقالت: ابتاه! لنذهب الى الحرم وسأنال الشفاء لعيني من هذه السيدة! فأحسست بشعور غريب آنذاك واخذتها الى داخل الحرم، وما إن دخلنا حتى توجهت البنت على عجل نحو الضريح المطهر واخذت تمسح عينها به، وكانت تقول ـ وهي باكية :
يا سيدتي يا معصومة! أنا خائفة، يريدون اجراء عملية جراحية لعيني وربما يصيبني العمى!
وتعرفون ماذا يعني مثل هذا الموقف من بنت أمام أبيها، وعلى كل حال فبعد الزيارة احتضنتها وهي باكية واخذتها الى الصحن الكبير بجانب قبر القطب الراوندي (رضي الله عنه)، ووضعتها على الارض لأُلبسها حذائها وبينما كنت امسح دموعها واذا بي لا ارى تلك البقعة البيضاء فيها! أخذتها على عجل الى الطبيب، فنظر اليها وصدّق ماحصل وقال: لا حاجة لإجراء العملية الجراحية فقد شفيت عينها والحمد لله.