العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه)
منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) أمير المؤمنين - وصي الرسول - سيد البلغاء - قائد الغر المحجلين - امام الانس والجان - أبو الحسن - أبو الحسنين - امام المتقين - عليه السلام
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


فزت وربّ الكعبة

منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه)


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-2021, 12:49 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

سيد فاضل

الصورة الرمزية سيد فاضل


الملف الشخصي









سيد فاضل غير متواجد حالياً


افتراضي فزت وربّ الكعبة

فزت وربّ الكعبة


يقول تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ﴾1.

على فراش الاستشهاد
أطلع الله نبيّه على مؤامرة قريش بعد وفاة ناصره أبي طالب وأنّهم يريدون اغتياله، وهو نائم على الفراش، وأنّه (صلى الله عليه وآله) قد وضع تحت المراقبة إلى حين تنفيذ عملية القتل.

هذا هو مكرهم
أم مكرُ الله، فقد أمر النبي (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يبيت على فراشه (صلى الله عليه وآله) كي يوهم قريش أثناء المراقبة أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) ما زال نائماً، في حين يكون مغادراً.

وبات علي (عليه السلام) على فراش العملية الاستشهاديّة الأول في تاريخ الإسلام.

ولأهميّة هذا الحدث ورد عن طرق الشيعة وأهل السنّة أنّه في تلك اللحظات التي كان علي (عليه السلام) ينام على فراش الاستشهاد "أوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل" أنّي قد آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة، فاختار كل منهما الحياة فأوحى الله إليهما: ألا كنتما مثل عبدي علي، آخيت بينه وبين نبيه محمد (صلى الله عليه وآله)، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا إليه، فاحفظاه من عدوّه، فنزلا، فكان جبرئيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، فقال جبرئيل: بخ بخ، من مثلك يا ابن أبي طالب، يباهي الله به ملائكة السماء، فأنزل الله على رسوله وهو متوجه إلى المدينة" (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ)"2.

بدر الموت الأحمر
وفي بدر صال علي (عليه السلام) صولة من لا يخاف موتاً، بل صولة المقتحم أبواب الآخرة فقتل نصف المشركين واشترك في النصف الآخر، حتى سمِّي فيها: "الموت الأحمر".

وعقيبها جاء إلى رسول الله قائلاً: "بأبي وأمي، كيف حرمت الشهادة"؟ فأجاب رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أبشر فإنّ الشهادة من ورائك"3.

وفي معارك تكرّر سؤال علي (عليه السلام) وجواب النبي (صلى الله عليه وآله).

علي (عليه السلام) والليلة المرتقبة
وفي الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى المسجد مستبشراً: إنّها ليلة الوعد النبوي في لقاء الله.

لذا فإنّه حينما شعر بضربة السيف على رأسه قال: "فزت ورب الكعبة" ثم قال بعدها: "والله ما فاجأني من الموت وارد كرهته، ولا طائعٌ أنكرته، وما كنت إلا كقارب ورد، وطالب وجد"4.

سرُّ علي (عليه السلام) مع الموت
في مقاربة نظرة علي (عليه السلام) للموت يمكن التعرّض لأمرين يختلف فيهما أمير المؤمنين (عليه السلام) عن كثير من الناس وهما:

1- اليقين بالموت وما بعده
كلنا متيقّن أنّ الموت قادم لا محالة، وأنّه لا مفرَّ منه لكلّ إنسان مهما طال عمره، إلا أنّ التعامل مع الموت عند أكثر الناس ليس تعاملاً على أساس أنّه يقين مقبل، بل إنّ أعمال أكثر الناس توحي أنّهم لا يعتقدون بالموت، مع أنّهم يعتقدون به، إلا أنّهم لا يتفاعلون مع هذا الاعتقاد، وقد عبّر الإمام علي (عليه السلام) عن هذه الحقيقة بقوله: "لم أر يقيناً لا شك فيه صار كشكٍّ لا يقين فيه كالموت"5.

ويرجع بعض العلماء هذا الأمر إلى أنّ اليقين بالموت عند الناس هو في دائرة المعرفة العقلية "التي قد لا يتفاعل الإنسان معها على مستوى التسليم العملي والسير والسلوك، وهي من قبيل قوله تعالى: "جَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ"6.

وحتى تترجم هذه المعرفة في السلوك لا بدّ بتعبير الإمام الخميني (قده) أن يكتبها قلم العقل على لوح القلب لتتحوّل إلى "معرفة قلبية".

أنواع اليقين
وبعبارة أخرى، إنّ يقين الإنسان له مراتب:
الأول: علم اليقين، مثل أن يعلم الإنسان بوجود النار؛ بسبب رؤيته للدخان المتصاعد دون رؤيتها.
الثانية: عين اليقين، مثل أن يعلم الإنسان بوجود النار، بسبب رؤيتها مباشرة، وهي مرتبة أهم من السابقة.
الثالثة: حق اليقين، مثل أن يعلم الإنسان بالنار بسبب احتراق يده بها، وهي مرتبة أهم من السابقتين.

إنّ أكثر الناس مع علمهم بالموت إلا أنّ مرتبة معرفتهم لا تصل إلى الذورة، وهذا ما ينتج عنه أمرين:

الأول: إنّ المسلك الحياتي لا ينسجم مع اليقين التام بالموت وما بعده، بل قد يعاكسون ذلك، وهذا ما حذّر منه أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: "لا تكن ممّن يكره الموت لكثرة ذنوبه، ويقسم على ما يكره الموت من أجله... يخشى الموت، ولا يبادر الفوت".

الثاني: إنّ مصيرهم في الآخرة في ظلِّ عدم الوصول إلى ذروة اليقين لن يخلو من ضمة وضغطة قبر، وهذا ما عبّر عنه النبي (صلى الله عليه وآله) بقوله الوارد عنه: "إنّه ليس من مؤمن إلا وله ضمة"7.

ويفسّر البعض ضغطة القبر وضمّته بصدمة المفاجأة عند مشاهدة عالم البرزخ، فكلما كان اليقين متجهاً نحو الذروة كلما خفّت ضمة القبر.

لذا يحصل الخوف لدى الإنسان من الموت أمّا أمير المؤمنين (عليه السلام) فكيف يخاف الموت وقد وصل في يقينه أن قال: "لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً".

2- الأنس بالموت
لم يقتصر الإمام علي (عليه السلام) على الحديث عن معرفته وعقيدته ويقينه بالموت، بل تحدّث عن أنسه به، فعنه (عليه السلام): "والله، لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمّه".

إنّه حديث ليس عن قبول الموت، والاستعداد والعمل له، بل عن الأنس به.

لِمَ؟
لأنّ الموت في نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) هو مدخل لقاء الحبيب، ورد عنه "لما أراد الله تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم (عليه السلام) أهبط الله ملك الموت فقال: السلام عليك يا إبراهيم، قال (عليه السلام): وعليك السلام يا ملك الموت أداع أنت أم ناع؟ قال (عليه السلام): بل داع يا إبراهيم، فأجب، قال إبراهيم (عليه السلام): فهل رأيت خليلاً يميت خليله؟ فرجع ملك الموت حتى وقف بين يدي الله جل جلاله فقال: إلهي سمعت ما قال خليلك إبراهيم، قال الله جل جلاله: يا ملك الموت إذهب إليه وقل له: هل رأيت حبيباً يكره لقاء حبيبه، إن الحبيب يحب لقاء حبيبه"8.

لذا كان علي (عليه السلام) يستأنس بالموت ولذا حينما شكا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) عدم شهادته قائلاً: "يا رسول الله، أو ليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من المسلمين من استشهد وميزت عني الشهادة، فشقّ ذلك علي، فقلت لي: أبشر فإنّ الشهادة من ورائك".

فأجابه رسول الله: "إنّ ذلك لكذلك، فكيف صبرك إذاً"؟

فقال (عليه السلام): " يا رسول الله، ليس هذا من مواطن الصبر، ولكن من مواطن البشرى والشكر".

لذا كانت أول كلمة له بعد ضربة السيف فزت ورب الكعبة.

سماحة الشيخ أكرم بركات

1- سورة البقرة، الآية 207.
2- الحر العاملي، الجواهر السنيّة، ص308.
3- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج40، ص114.
4- الإمام علي (عليه السلام)، نهج البلاغة، ج3، ص21.
5- ابن طاووس، فلاح السائل، ص62.
6- سورة النمل، الآية 14.
7- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج6، ص217.
8- شبر، عبد الله، تسلية الفؤاد، ص 17.


التوقيع :
من مواضيع سيد فاضل » ان الميت ليفرح
» المرتد سلمان رشدي يتعرض للطعن في نيويورك
» عزاء ركضة طويريج.. كيف نشأ ولماذا منع؟!
» مسجد الحنانة.. موضع رأس الإمام الحسين عليه السلام
» مختارات من رثاء لقتيل كربلاء الامام الحسين (عليه السلام) 2
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
وربّ, الكعبة

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فزت ورب الكعبة محب الصدر منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) 11 20-08-2011 09:23 PM
الكعبة الطهر ابن الشاعر منتدى شعراء أحباب الحسين 10 27-08-2010 01:22 PM
عين الكعبة............... نور المستوحشين احباب الحسين للتاريخ والحضارات 3 23-12-2009 09:37 AM
فزت ورب الكعبة العباس نور14 منتدى أهل البيت (عليهم السلام) 2 26-09-2009 02:38 PM
سطح الكعبة المشرفة احاسيس الورد قسم الصور الدينيه 9 29-01-2009 09:41 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين