العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم العام > احباب الحسين للتاريخ والحضارات > قسم الشخصيات اللامعه
قسم الشخصيات اللامعه يختص بالسير الذاتيه للشخصيات اللامعه القديمه والحديثه وبكل أصنافها


حول تأثر الامام السيد محمد باقر الصدر (رض) بجماعة الإخوان المسلمين

قسم الشخصيات اللامعه


إضافة رد
قديم 25-06-2022, 09:45 PM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
سيد فاضل
 
الصورة الرمزية سيد فاضل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
سيد فاضل غير متواجد حالياً

المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي حول تأثر الامام السيد محمد باقر الصدر (رض) بجماعة الإخوان المسلمين

حول تأثر السيد محمد باقر الصدر بجماعة الإخوان المسلمين/ 1

علي المؤمن
اطّلعت مؤخراً على رأي للأخ الشيخ حيدر حب الله، يصف فيه آية الله السيد محمد باقر الصدر بأنّه كان متأثراً بجماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير، واستغربت جداً أن يستسهل الشيخ حب الله تكرار مثل هذا الافتراء، وكأنّه من المسلمات التي لا تحتاج إلى دليل وقرينة. وربما ليس هناك من تفسير لهذا الاستسهال، سوى تأثّر الشيخ حيدر المطلق بمرسلات الشيخ علي الكوراني وتحليلاته الشخصانية التي يتفرد بها، وهو الذي يتّهم أُستاذه الشهيد الصدر بالفكر الالتقاطي، والمعرفة المشوّهة بالتشيع، وبأنّه كان متأثراً بالمناهج السنية في قراءة التاريخ وفهم حركة أئمة آل البيت، كما يتّهمه بالتأثر بأفكار جماعة الإخوان المسلمين.
وإذا كانت مقولات الشيخ علي الكوراني قد لقيت ترحيباً من خصوم السيد محمد باقر الصدر وخصوم حركة الوعي والتجديد والإصلاح الإسلامي الشيعي المعاصر، كما انطلت على بعض المترددين والبسطاء، فكيف تنطلي على عالم محقق، معروف بالدقة والرصانة الفكرية، كالشيخ حيدر حب الله؟!
وقد دلتني إلى رأي الشيخ حيدر حب الله، رسالة وصلتني من الأُستاذ حسين رضا، من المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، هذا نصها:
((الدكتور المكرم السيد الفاضل علي المؤمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
تحية عطرة نبعثها إليكم من المنطقة الشرقية، أرض العلّامة الكبير الراحل الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي(رض). وفي هذه العجالة والأسطر الموجزة أبعث إليكم بسؤالي؛ لأنّكم الأجدر والأليق والأئمن على الإجابة، ولأنّك المختص الأقدر والألصق بحزب الدعوة الإسلامية والإمام الشهيد الصدر(قدس).
والسؤال ليس بغريب ولا هو بالأول مرة يطرح، ولكني أطرحه لغرابة من قائله، ألا وهو الشيخ حيدر حب الله، الذي نسب إلى الإمام الشهيد الصدر التأثر بجماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير، في مقام بيان مفارقة بينه وبين السيد موسى الصدر. وإليكم نص كلامه مع رابطه من موقعه الرسمي، وأملي الكبير أن ألقى الإجابة الوافية منكم، مع إيماني الأكيد بعدم صوابية هذه الدعوى، وأنّها بعيدة كل البعد عن شخصية عملاق ومفكر عميق وفقيه فذ ومبدع خلّاق بحجم الإمام السيد محمد باقر الصدر:
((ويقوم مشروع الصدر الثقافي والفكري على مبادئ دينية محدّدة، فلم يتأثر موسى الصدر ـــ خلافاً لابن عمّه الشهيد محمد باقر الصدر ـــ لم يتأثر فيما يبدو بالحركات الإخوانية في مصر أو حزب التحرير في بلاد الشام، ولا بالتيارات الثورية الإسلامية في إيران والعراق، ولم ينادِ بإقامة نظام إسلامي في لبنان، كما لم يكن من ضمن أولوياته تأسيس أحزاب دينية بالمعنى الذي بتنا نعرفه اليوم)).
ولكم مني جزيل الشكر ووافر الامتنان دكتورنا العزيز
حسين رضا)).
انتهت رسالة الأُستاذ حسين رضا.
وقبل الكشف عن تهافت الزعم المذكور، رجائي من الأخ الشيخ حيدر حب الله، وبإلحاح، أن يتحمل مسؤولية رأيه، ويظهر أدلته وقرائنه العلمية على تأثر السيد محمد باقر الصدر بجماعة الإخوان المسلمين في مصر وحزب التحرير في الشام، وأن لا يكون الردّ عاماً وشكلياً.
وإلى الأُستاذ حسين رضا والشيخ حيدر حب الله، وعموم المهتمّين والمختصّين، أقول:
تزامن ظهور شبهة تأثر السيد محمد باقر الصدر وحزب الدعوة الإسلامية بفكر جماعة الإخوان المسلمين، مع الهجمة الشرسة التي قام بها حزب البعث ضد حزب الدعوة خلال الأعوام 1971 و1972 و 1974؛ فكانت أجهزة المخابرات والأمن البعثية تروّج في أوساط المتدينين، وخصوصاً في النجف الأشرف، بأنّ محمد باقر الصدر والمعتقلين والمعدومين هم من جماعة الإخوان المسلمين، وذلك بهدف خلق ردود فعل سلبية من الحوزة العلمية والشارع المتدين ضد خط السيد محمد باقر الصدر، وتسويغ حملات الاعتقال والإعدام والقمع، بل أنّ هذه التهمة هي أساساً من موروثات حزب البعث، قبل أن يصل إلى السلطة ويصطدم بالإسلاميين الشيعة، أي منذ أن اكتشف في أوائل الستينات وجود حراك إسلامي منظم جديد وفاعل في النجف الأشرف يتصدّره السيد محمد باقر الصدر؛ الأمر الذي دفع أحد أقطاب حزب البعث (وهو معمم من النجف) إلى الذهاب إلى المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم، ليحذّره من هذا الحراك الذي يتشبه بالإخوان المسلمين والفكر السني، وأنّه يشكل خطراً على النجف والحوزة. وحينها أجابه السيد الحكيم بلغة الحكمة والفهم العميق: ((وهل أنت أحرص من السيد محمدباقر على الحوزة والنجف؟)). وهو نفس ما قاله المرجع الخوئي لمحرضين آخرين: ((إذا كان السيد محمدباقر الصدر قد أسس حزباً فأنا أول من ينتمي إليه)).
إلّا أنّ تهمة تأثر الشهيد الصدر وحزب الدعوة بالسنة والإخوان، لم تتوقف عند هذا الزمن والموقف المرجعي الحازم، بل اشتد مع اشتداد حملات القمع والاعتقال والإعدام التي ظل حكم البعث يشنها ضد الإسلاميين الشيعة في سبعينات القرن الماضي. والمفارقة أنّ الشيوعيين في النجف الأشرف حينها، وتحديداً في فترة تحالفهم مع حزب البعث؛ كانوا يشيعون التهمة ذاتها، ويبدون حرصهم على التشيع والحوزة النجفية من الفكر الإخواني الذي يحمله السيد الصدر وحزب الدعوة!!
(للموضوع تتمة)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ












توقيع : سيد فاضل

عرض البوم صور سيد فاضل   رد مع اقتباس
قديم 25-06-2022, 09:46 PM   المشاركة رقم: 2
معلومات العضو
سيد فاضل
 
الصورة الرمزية سيد فاضل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
سيد فاضل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي

حول تأثر السيد محمد باقر الصدر بجماعة الإخوان المسلمين/ 2

علي المؤمن

خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، بدأ بعض الكتّاب والخطباء والسياسيين المحسوبين على الحالة الدينية، من خصوم السيد محمد باقر الصدر وحزب الدعوة، وخاصة في المهجر؛ الترويج لهذه المقولة، في إطار عملية الصراع التنافسي، والتسقيط السياسي. ولا يزال يرددها بعض المنتمين لتيارات إسلامية منافسة، أو بعض العلمانيين الذين يهدفون إلى إسقاط الحركة الإسلامية سياسياً، وعادة ما يستشهد هؤلاء بآراء السيد طالب الرفاعي والشيخ علي الكوراني في هذا المجال.
والحقيقة أنّ حديث الشيخ علي الكوراني بشأن تأثر السيد محمد باقر الصدر وحزب الدعوة بجماعة الإخوان المسلمين والفكر السني، ليس حديثاً موضوعياً ولا دوافعه موضوعية، بل هو حديث شخصاني، يعود الى ثأر قديم من السيد محمد باقر الصدر؛ بسبب عدم رضا السيد الصدر على تصرفات الشيخ علي الكوراني وأدائه خلال سبعينات القرن الماضي، حيث طلب حينها إبعاد الشيخ علي الكوراني من قيادة حزب الدعوة، إلّا أنّ الشهيد محمد هادي السبيتي (الرجل الأول في الحزب) كان يرفض تنحية الشيخ الكوراني من قيادة الحزب، كما رفض أيضاً طلب السيد كاظم الحائري والسيد مرتضى العسكري والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين تنحية الكوراني، والسبب يعود إلى تشدد الكوراني في الإخلاص للشهيد السبيتي وفكره، وهو الذي كان يرفض الإعلان عن مذهبية الحزب وشيعيته.
كما أنّ للكوراني ثأر من حزب الدعوة أيضاً، يعود إلى خلاف الشيخ علي الكوراني الشديد مع حزب الدعوة بعد تنحيته من القيادة وإبعاده عن الحزب نهائياً في العام 1981، في أعقاب تسلّم ما عُرف بخط الفقهاء لقيادة الحزب، في أعقاب عزل خط الشهيد السبيتي عن الحزب، بينما ظل الشيخ الكوراني يقاتل في الأعوام 1979 وحتى 1981 للإبقاء على فكر السبيتي وخطه داخل الدعوة؛ كونه التلميذ المقرب للشهيد السبيتي، والملتزم بتعليماته التنظيمية وتوجيهاته الفكرية حرفياً في مقابل ما عُرف آنذاك بخط الفقهاء في الدعوة، الذي يتصدره السيد كاظم الحائري والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي الآصفي والشيخ محمد علي التسخيري والسيد مرتضى العسكري وغيرهم، وهو الخط الذي أعاد كتابة فكر الدعوة، وأعاد الحزب إلى الفقه المذهبي، وجهر بانتماء الدعوة لمذهب آل البيت، وثبّت مبدأ ولاية الفقيه وقيادة المرجعية في نظريته، وهي مبادئ كان يرفضها خط الشهيد السبيتي منذ العام 1963، والذي كان الشيخ الكوراني رمزه والمقاتل من أجله خلال أزمة الخلاف بين الخطين.
وكثير من المعاصرين يعرفون جذور هذا الخلاف، والتي تعود الى العام 1963، وخاصة ما حصل بهذا الخصوص فيما بين الشهيد السبيتي ممثلاً القيادة في بغداد، والمرحوم الشيخ عبد الهادي الفضلي ممثلاً قيادة تنظيم الدعوة في النجف الأشرف. وبالتالي؛ فإنّ حديث الشيخ الكوراني عن تأثر السيد محمد باقر الصدر وحزب الدعوة بالإخوان المسلمين، إن وُجد فعلاً، فإنّما يقصد به تأثر فكر المجموعة القيادية التي كان هو جزءاً منها، والذي كان يروّج له ويعدّه فكراً مقدساً وغير قابل للتعديل والنسخ، وذلك بالتزامن مع حملة استبعاد هذا الفكر كلياً بعد العام 1980، ولذلك؛ يعدّ الشيخ الكوراني عملية استبعاد هذا الفكر، واستبعاده هو شخصياً من الحزب، انقلاباً على الحزب وفكره وقيادته التاريخية. وهو بالفعل انقلاب فكري وتنظيمي؛ لأنّ الفقه السياسي الذي أنتجه الحزب بعد العام 1980، نسخ فكر ما قبل العام 1980، وهو الفكر الذي يعدّه الشيخ الكوراني فكراً متأثراً بجماعة الإخوان، والذي يتبنّاه هو وينتمي إليه، وكان يدافع عنه باستماتة.
والمفارقة المتصلة بهذا الموضوع؛ أنّ الشيخ الكوراني يرى أنّ الفكر الذي أنتجته الدعوة قبل العام 1980 هو فكر أصيل ويعبر عن نظرية الدعوة، وأنّ الفكر الذي أنتجته بعد العام 1980 لا يعبر عن أصالة الدعوة، ولا قيمة له، والحال أنّ فكر ما بعد العام 1980 يتبنى كل تفاصيل فقه مدرسة أهل البيت، بينما كان فكر ما قبل العام 1980 متأثراً بفكر الإخوان وبفكر الخلافة، كما يقول الشيخ الكوراني؛ فكيف تستقيم هنا إشكالاته؟!
وفي النتيجة؛ فإن رؤية الشيخ الكوراني شخصانية ثأرية لا علاقة لها بالحقيقة. ولديّ في أرشيفي حوارات خاصة مع السيد كاظم الحائري والشيخ محمد مهدي الآصفي والشيخ محمد علي التسخيري والسيد حسن شبر والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ عبد الهادي الفضلي وآخرين، أحجم عن نشرها، مراعاة للمصلحة العامة.
أمّا يقوله السيد طالب الرفاعي (أحد مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية) بهذا الخصوص؛ فإنّه يذكر بأنّه والسيد محمد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الصدر كانوا خلال مراحل تأسيس حزب الدعوة يطّلعون على أفكار جميع الأحزاب وأنظمتها الداخلية، بما فيهم جماعة الإخوان وحزب التحرير والحزب الشيوعي وحزب الاستقلال، دون أن يعني ذلك حالة من التأثر الفكري إطلاقاً، ويقصد بذلك أنّهم كانوا منفتحين وليسوا طائفيين، وأنّ المرجع السيد محسن الحكيم كان يتعاطف مع قضايا المسلمين المظلومين من أتباع المذاهب الأُخر، سواء في فلسطين أو الجزائر أو مصر، وهو ما دفعه لاستنكار إصدار حكومة جمال عبد الناصر في مصر حكم الإعدام على سيد قطب أحد مفكري جماعة الإخوان.
(للموضوع تتمة)












توقيع : سيد فاضل

عرض البوم صور سيد فاضل   رد مع اقتباس
قديم 25-06-2022, 09:46 PM   المشاركة رقم: 3
معلومات العضو
سيد فاضل
 
الصورة الرمزية سيد فاضل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
سيد فاضل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي

حول تأثر السيد محمد باقر الصدر بجماعة الإخوان المسلمين/ 3

علي المؤمن

بغية مقاربة شبهة تأثر السيد محمد باقر الصدر وحزب الدعوة الإسلامية بجماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير، وحركيتهما وأفكارهما، وكذا المناهج السنية عموماً؛ أسجل الملاحظات التالية:
1- إن العمل الحركي والتنظيمي المعاصر في الوسط الإسلامي الشيعي، أقدم منه في الوسط الإسلامي السني، ويعود ذلك الى حالة القمع والتهيش التراكمية التي ظل الواقع الشيعي يعيشها، ما يجعله يميل تقليدياً الى الأساليب المنظمة والحركية، والسرية أحياناً، في العمل النهضوي والاجتماعي المذهبي، وفي المواجهة الدائمة مع الأنظمة الطائفية وأنظمة الاستبداد والتبعية، وفي مواجهة الاحتلال الأجنبي. بينما ظل النهضويون الحركيون السنة، جزءاً من المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية الرسمية للدول التي ينتمون اليها بالجنسية أو التبعية السياسية، ولاسيما الدولة العثمانية والدولة المصرية.
وكانت بدايات العمل الحركي الإسلامي السني، مع ظهور جماعة النور في تركيا في عشرينات القرن الماضي، ثم جماعة الإخوان المسلمين في مصر في العام 1928، ثم الجماعة الإسلامية في الهند في العام 1941، وفي باكستان في العام 1948، ثم حزب التحرير في فلسطين والأردن في العام 1952.
في حين أن العمل الحركي والتنظيمي الإسلامي الشيعي، بدأ في العقد الأول من القرن الماضي، وتحديداً مع الجماعات والحركات الإسلامية التي تأسست في ايران بالتزامن مع جماعات المشروطة والمستبدة والمشروعة بعد العام 1906، ثم حركة الغابة في الفترة نفسها، ثم جمعية النهضة الإسلامية في العراق في العام 1916، وحزب النجف السري في العام 1917، والجمعية الوطنية الإسلامية في العراق في العام 1920، ثم جماعة فدائيان إسلام في ايران في العام ظ،ظ©46، ثم حركة الشباب المسلم في العراق في العام 1949، ثم الحزب الجعفري في العراق في العام 1952، ثم منظمة المسلمين العقائديين في العراق في العام 1953، وبعدها حزب الدعوة الإسلامية في العام 1957.
فلماذا يفترض بعضهم أن السيد محمد باقر الصدر ورفاقة قد تأثروا بالفكر الحركي الحزبي السني المتأخر زمنياً، ولم يتأثروا بالفكر الحركي الحزبي الشيعي المتقدم زمنياً؟!، والحال أن تأثرهم بالفكر الحركي والنهضوي والسياسي الشيعي هو الأَولى والأصح، ليس لأن العمل الحركي التنظيمي الإسلامي ظهر في الوسط الإسلامي الشيعي قبل الوسط السني؛ بل لأن الفكر والفقه الشيعيين، هما اجتهاديين وتفاعليين، وغير مقيدين بفقه المؤسسة الدينية الرسمية التابعة للدولة، سواء في الموضوعات الخاصة أو العامة، كما أن الواقع الشيعي هو واقع معارِض وحركي وتنظيمي بالأساس، كما ذكرنا، انسجاماً مع ما يعيشه من قمع واضطهاد وتمييز طائفي، في ظل الدول المستبدة والطائفية، والاحتلال، وهو ما شهده الواقع الشيعي العراقي واللبناني في ظل الدولة العثمانية الطائفية، ثم الاحتلالين الانجليزي والفرنسي، وما خلّفاه من أنظمة طائفية، فضلاً عن ما شهدته العقود الثلاثة الأخيرة من عمر الدولة القاجارية ( نهايات القرن التاسع عشر والعقدين الأولين من القرن العشرين)، من حراكات نهضوية، تتوجت بثورة المشروطة، والتي شهدت تأسيس أحزاب وحركات تحظى بالهيكلية التنظيمية والفكر الحركي والسياسي الإسلامي.
2- إن بوادر الفكر السياسي الإسلامي التغييري الشيعي الحديث، ولاسيما ما يتعلق بفكر الدولة وولاية الفقيه والحاكمية والدستور، وفكر النهضة ضد الاستبداد والتبعية، ظهرت قبل الفكر السياسي الإسلامي السني الحديث بعقود، ومن الاجحاف والخطأ التاريخي والموضوعي الكبير أن ننسب الفكر السياسي الإسلامي الشيعي الحديث الى الفكر السياسي الإسلامي السني، فبزيارة قصيرة الى تاريخ أفكار السيد جمال الدين الأفغاني (مجلة العروة الوثقى= 1884) والشيخ فضل الله النوري (تذكرة الغافل وإرشاد الجاهل= 1907) والشيخ الأخوند الخراساني والميرزا محمد حسين النائيني (تنبيه الأمة وتنزيه الملّة= 1909) والشيخ محمد تقي الشيرازي والشيخ مهدي الخالصي والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والسيد محسن الأمين العاملي وغيرهم من مصلحي الشيعة وفقهاؤهم، سنرى أنهم سبقوا الشيخ بديع الزمان النورسي والشيخ محمد عبدة والشيخ رشيد رضا والشيخ حسن البنا والشيخ أبو الأعلى المودودي والشيخ تقي الدين النبهاني، بسنين طوال، في طرح أفكارهم ورؤاهم الفقهية، بل سنجد أن مفكري النهضة السنة هم الذين تأثروا بالمفكرين النهضويين الشيعة وليس العكس، فحين كان الوسط الإسلامي السني يدافع عن الخلافة العثمانية، ويسوِّغ للسلطنة الوراثية ولاستبدادها في تركيا ومصر؛ كان فقهاء الشيعة ومفكروهم في ايران والنجف، ينظِّرون للفكر السياسي الإسلامي النهضوي والدولة الدستورية المشروعة، ويثورون ضد الاستبداد السلطاني الشيعي في ايران، في حين لم يظهر الفكر السياسي الإسلامي الدستوري إلّا مع أبي الأعلى المودودي في العام 1947، وإذا كان المودودي قد تحدث عن مفهوم الحاكمية عند طرح موضوع الدستور في باكستان، فإن الشيخ فضل الله النوري سبقه بأربعة عقود، وبعمق فقهي وقانوني أكبر. ويكفي أن نعرف العالم المصلح النهضوي الشيعي السيد جمال الدين الأفغاني (الأسد آبادي) هو أستاذ زعيم الفكر الإسلامي السني النهضوي الحديث الشيخ محمد عبدة. أما الشيخ حسن البنا فقد اقتبس كثيراً من أفكاره من السيد جمال الدين والشيخ محمد عبده.
وبالتالي؛ فإن المثقف والباحث الشيعي الذي يتجاهل كل هذا التراكم الحركي والتنظيمي والفكري والفقهي السياسي الشيعي، ويرى أن الفقهاء والإسلاميين الحركيين الشيعة، عندما أسسوا التنظيمات والأحزاب الإسلامية الشيعية؛ فإنهم تأثروا بفكر الحركات والتنظيمات السنية؛ فهو أما لم يطّلع على تاريخ الفكر السياسي والنهضوي والحزبي الشيعي المعاصر، وإما أنه يتحدث بدافع النكاية بالفكر السياسي الإسلامي وبالعمل الحزبي الإسلامي الشيعي، يسبب موقفه الفكري السلبي المسبق منهما، أو أنه يعيش حالة عدم الثقة بالنفس، لأنه اعتاد أن يصنِّف النهضة الشيعية في خانة الانفعال والتأثر، وليس الفعل والتأثير، وبأنها متأثرة دائماً بالفعل السني، وهو ما يتعارض مع أبجديات التاريخ الشيعي المعاصر. بيد أن عدم الإطلاع وعدم الثقة بالنفس والموقف الفكري السلبي؛ لن يعذره من شطحة العبور على التاريخ وتزييف الحقائق، وإن انطلق من نية حسنة ولم يكن عامداً.

(للموضوع تتمة)












توقيع : سيد فاضل

عرض البوم صور سيد فاضل   رد مع اقتباس
قديم 26-06-2022, 07:12 AM   المشاركة رقم: 4
معلومات العضو
صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

 
الصورة الرمزية صدى المهدي

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
صدى المهدي غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي

اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم ويبارك الله بكم
شكرا لكم كثير












عرض البوم صور صدى المهدي   رد مع اقتباس
قديم 26-06-2022, 12:05 PM   المشاركة رقم: 5
معلومات العضو
محـب الحسين
 
الصورة الرمزية محـب الحسين

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
محـب الحسين غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي

أحسنت اخي العزيز












توقيع : محـب الحسين

عرض البوم صور محـب الحسين   رد مع اقتباس
قديم 26-06-2022, 12:05 PM   المشاركة رقم: 6
معلومات العضو
سيد فاضل
 
الصورة الرمزية سيد فاضل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
سيد فاضل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي

سلمكم الله












توقيع : سيد فاضل

عرض البوم صور سيد فاضل   رد مع اقتباس
قديم 27-06-2022, 12:24 PM   المشاركة رقم: 7
معلومات العضو
سيد فاضل
 
الصورة الرمزية سيد فاضل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
سيد فاضل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي

حول تأثر السيد محمد باقر الصدر بجماعة الإخوان المسلمين/ 4 (القسم الأخير)
علي المؤمن
3 ـــ هناك مشتركات فكرية وحركية بين كل الفاعليات والجماعات الإسلامية، الشيعية والسنية، وهو أمر طبيعي؛ لأنّ معظم مصادر الفكر الإسلامي لدى المسلمين هي مصادر مشتركة. ولذلك؛ من الطبيعي أن تكون هناك مشتركات فكرية وحركية بين المفكرين والفقهاء السنة ونظرائهم الشيعة، أو بين الجماعات السنية والجماعات الشيعية، وهي تدخل في إطار المشتركات الإسلامية الفكرية والحركية العامة، وليس على مستوى الاصول العقدية المذهبية الخاصة، وهذه المشتركات لا تعني أنّ المفكر الشيعي الفلاني متأثر بذلك المفكر السني الكذائي أو العكس، بل لا يعدّ التأثر في المشتركات الفكرية العامة تهمة وعيباً وانتقاصاً.
4- إذا قرأنا تفاصيل الفقه السياسي للسيد الصدر وحزب الدعوة؛ سنجد أنّهما يمثلان في العقيدة والفقه خطاً شيعياً إمامياً بامتياز، بدءاً بأصل الإمامة وبكل ما يتفرع عنه من تفاصيل ترتبط بالنصب الإلهي للأئمة بالاسم، وعصمتهم، ثم بقيادة المرجعية أو ولاية الفقيه للأُمّة في عصر الغيبة. أمّا حزب التحرير وجماعة الإخوان فإنّهما يدعوان إلى دولة الخلافة، وفق القواعد التقليدية للفقه السياسي السني.
5- هناك مشتركات في قضايا التنظيم والإدارة التنظيمية والهيكليات الحزبية بين الجماعات العلمانية والإسلامية على حد سواء. وتجد هذا أيضاً بين الأديان والمذاهب والآيديولوجيات البشرية والدول دون استثناء، وهو ما يسمى المشترك العام بين البشر، ولا ضير في هذا التأثر والتأثر إطلاقاً.
6- إنّ من البديهي أن تتعاطف المرجعية الدينية والجماعات الشيعية الحركية مع قضايا المسلمين من المذاهب الأُخر، ولا سيّما التي فيها مظلومية إنسانية، وهو ما يمليه الواجب الديني والإنساني. ولذلك، فإنّ تعاطف المرجعية الدينية النجفية والسيد محمد باقر الصدر وحزب الدعوة مع قضية إعدام سيد قطب لا يعني تبرأته من شطحاته الفكرية، بل هو تعاطف مع مفكر مسلم صدر بحقه حكم الإعدام من حاكم عسكري قومي.
7- على المستوى الواقعي؛ لم يكن للسيد الصدر صداقات ولاعلاقات بجماعتي الإخوان والتحرير، كما لم يكن أيّ من الشخصيات التي رافقت السيد الصدر في تحمل مسؤولية بناء حزب الدعوة وقيادته وكتابة فكره، منتمياً يوماً لجماعة الإخوان المسلمين، وهم: السيد محمد مهدي الحكيم، السيد طالب الرفاعي، عبد الصاحب دخيل، محمد صادق القاموسي، جابر العطا، السيد مرتضى العسكري، السيد حسن شبر، السيد محمد باقر الحكيم، محمد صالح الأديب، السيد محمد حسين فضل الله، الشيخ محمد مهدي شمس الدين، السيد محمد بحر العلوم، الشيخ كاظم الحلفي، محمد هادي السبيتي، الشيخ مفيد الفقيه، الشيخ عبد الهادي الفضلي، الشيخ عارف البصري، السيد عدنان البكاء، الشيخ مهدي السماوي، ولا وجود لأيّ مؤشر أو دليل على أنّهم كانوا متأثرين بجماعة الإخوان المسلمين. وهو الحال نفسه بالنسبة للقياديين والمفكرين الذين توالوا على الإمساك بمسيرة حزب الدعوة؛ فلم يكن بينهم أحد منتمياً أو متأثراً بفكر جماعة الإخوان المسلمين.
نعم، كان ثلاثة فقط من هؤلاء العشرين الأوائل، أعضاء في حزب التحرير، حين كانوا شباباً في العشرينات من أعمارهم أو قبل أن يبلغوا العشرين، وهم: الشهيد محمد هادي السبيتي والدكتور جابر العطا والشيخ عارف البصري، ثم تركوا حزب التحرير اعتراضاً على قائده الشيخ تقي الدين النبهاني، بعد إصداره كتاب "نظام الحكم في الإسلام" في العام 1953؛ لأنّه كان يمثل فقهاً سياسياً سنياً، ويتبنى فكرة الخلافة، وبذلك أثبت هؤلاء الفتية التزامهم بعقيدة آل البيت وفقه المذهب الشيعي، وهو ما جعلهم ينتمون لحزب الدعوة الإسلامية الذي يقف على رأسه فقهاء وعلماء دين في الحوزة العلمية النجفية، يتقدمهم السيد محمد باقر الصدر. فهل يعقل أن هؤلاء الفتية يرفضون نظرية الخلافة التي يتنباها حزب التحرير، ويقبلون بالانتماء لحزب شيعي يتبنى فكرة الخلافة أيضاً؟ وأين الدليل والمؤشر على وجود هذه الفكرة في نظرية حزب الدعوة؟ وهل هناك أي مؤشر أو دليل في مؤلفات ودراسات وبحوث ودروس السيد الصدر مايدل على أنه كان يؤمن بنظرية الخلافة، أو أن لديه مقولة واحدة تخرج على الفقه السياسي لمدرسة آل البيت؟
8- لم يحصل أيّ لقاء بين السيد محمد باقر الصدر ومؤسسي حزب الدعوة وروّاده، وبين قادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أو قيادة حزب التحرير، سواء كان لقاءً تنظيمياً أو تنسيقياً أو استشارياً أو فكرياً؛ قبل تأسيس حزب الدعوة أو خلاله أو بعده، ولم تحصل أية واقعة تجمع هذه الاطراف الثلاثة، طيلة مراحل التأسيس والعمل والجهاد. ويستثنى من ذلك صداقات السيد طالب الرفاعي مع بعض قياديي جماعة الإخوان في بغداد، ولايمكن بأي حال من الأحوال أن تنعكس صداقات الرفاعي على أُستاذه السيد الصدر وفكره وفقهه، سلباً أو إبجاباً، فضلاً عن أن السيد الرفاعي لم يساهم يوماً في التنظير الفقهي والفكري لحزب الدعوة، وليس لديه أية مساهمة مدونة في هذا المجال.
9- يمكن للباحثين المقارنة بين الفقه السياسي للسيد محمد باقر الصدر والشيخ عبد الهادي الفضلي والسيد كاظم الحائري وحزب الدعوة الإسلامية من جهة، والفقه السياسي للشيخ حسن البنا وسيد قطب والشيخ تقي الدين النبهاني وعبد القديم زلوم وجماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير من جهة أُخرى، للوقوف على حقيقة موضوع التأثر والتأثير. علماً أنّ مؤلفات هؤلاء الفقهاء والمفكرين، وكذا أدبيات ونظريات الأحزاب الثلاثة، متوافرة في الأسواق، وحينها سيمكن بسهولة اكتشاف الفروقات بين المدارس الثلاث ومناهجها؛ فلا فقه حسن البنا يشبه فقه الشهيد محمد باقر الصدر، ولا محمد هادي السبيتي مقارب لسيد قطب، ولا منهج السيد مرتضى العسكري له شبه بمنهج عمر التلمساني، ولا فكر الشيخ عبد الهادي الفضلي يشبه فكر الشيخ تقي الدين النبهاني، ولا فقه السيد كاظم الحائري يشبه فقه عبدالقديم زلوم، ولا مذهبية الشيخ محمد مهدي الآصفي لها ارتباط بمذهبية الشيخ يوسف القرضاوي.
وخلاصة القول: إنّ فرية تأثر السيد الشهيد محمد باقر الصدر بجماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير وبالمناهج الفكرية السنية، تمثل استهدافاً لأصالة فكر الصدر وإبداعه، ولقدرته على التنظير والخلق الفكري، قبل أن تكون تهمةً موضوعية. كما إنها تشكل اجحافاً تاريخياً بحق المسيرة الطويلة النوعية للحراكات التنظيمية والحزبية الإسلامية الشيعية، والتي سبقت أخواتها السنية بسنين طويلة، إضافة الى أن هذه الفرية تنتفص من أصالة وأسبقية الفكر السياسي والفقه السياسي والفكر الحركي المعاصر للمفكرين والفقهاء الشيعة.












توقيع : سيد فاضل

عرض البوم صور سيد فاضل   رد مع اقتباس
إضافة رد


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رض سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 4 11-04-2022 10:07 AM
صدام لم يقتل الامام السيد محمد باقر الصدر..! سيد فاضل اخبار العراق والعالم 2 11-04-2021 10:01 AM
في ذكرى شهادة الامام السيد محمد باقر الصدر رض سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 2 09-04-2021 06:48 PM
ذكريات عن الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رض سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 2 09-04-2021 12:39 AM
الفقه الدستوري لدى الامام السيد محمد باقر الصدر رض سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 2 27-06-2020 11:38 PM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين