العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)


حكم الغيبة في الإسلام

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
قديم 14-07-2022, 09:55 PM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
سيد فاضل
 
الصورة الرمزية سيد فاضل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
سيد فاضل غير متواجد حالياً

المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي حكم الغيبة في الإسلام

؛ بقلم آية الله مكارم الشيرازي

شفقنا العراق ـــ حكم الغيبة في الإسلام يقترن بآثار هذه الآفة الاجتماعية، التي تسبب الألم للآخرين ظلماً وعدواناً عبر إفشاء أسرارهم وإسقاط شخصيتهم بين الناس.

ورد تعريف الغيبة لأرباب اللغة والفقهاء وعلماء الأخلاق تعاريف وتفاسير مختلفة تعود في حقيقتها إلى معنى واحد رغم اختلافها على مستوى التعميم والتخصيص وغير ذلك.

معنى الغيبة
يقال في صحاح اللغة أنّ الغيبة هي أن يذكر الإنسان عيب الآخر وعمله في حال عدم حضوره بحيث لو سمعه ذلك الشخص لتألم وتأثر.

ويقال في المصباح المنير: أنّ الغيبة هي كشف العيوب المستورة للآخرين بحيث يتألمون منها وذلك غيبتهم.

وينقل الشيخ الأنصاري قدس ‌سره عن بعض كبار العلماء أنّ الإجماع والأحاديث الشريفة تدلّ على أنّ الغيبة في حقيقتها هي (ذكر أخاك بما يكره) في غيبته.[1]

وهذا المضمون ورد أيضاً في حديث نبوي شريف، وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام في تعريف الغيبة يقول: «الغَيبَةُ أَنْ تَقُولَ فِي أَخِيكَ ما قَد سَتَرَهُ اللهُ عَلَيهِ …»[2].

أركان الغيبة
ويستفاد ممّا ذكر آنفاً أنّ للغيبة عدّة أركان، أوّلها أن يكون الكلام في حال غيبة الشخص المذكور، فلو قيل هذا الكلام في حضوره فإنّه يكتسب عنواناً آخر (كعنوان الايذاء أو التهتك وأمثال ذلك).

والآخر أن يكون الكلام من قبيل ذكر عيوب الشخص المستورة والخفيّة، فلو كانت من العيوب البارزة والظاهرة لم تكن من الغيبة رغم أنّها قد تكون محرّمة بعناوين اخرى.

والثالث أن يكون الكلام بحيث إذا سمعه الشخص المذكور بالغيبة فسوف يتألم ويتأثر، ولكن الظاهر أنّ هذا القيد قيد توضيحي فحسب، لأنّ إظهار العيوب المستورة للآخرين وخاصة في غيبتهم تورث التألم والأذى، وقد يكون هناك بعض الأراذل الذين لا يمتعضون بذكر معايبهم ونشر فضائحهم بين الناس ولكن مثل هؤلاء الأشخاص قلّة نادرة.

عذر أقبح من ذنب
وممّا تقدمّ آنفاً تتضح لنا هذه الحقيقة جيداً، وهي أنّه عند ما يقال لبعض العوام من الناس: لماذا ترتكب غيبة الشخص الفلاني وتذمّه وراء ظهره؟ يقول: إنني أتحدث بهذا الكلام أمامه أيضاً وفي حضوره، فهذا من قبيل العذر أقبح من الذنب، لأنّ التحدّث بذلك أمامه وفي حضوره لا يجوّز غيبته أبداً، فذلك أيضاً ذنب كبير بدوره لأنّه يدخل تحت عنوان أذى المؤمن وكذلك هتك حرمته بين الناس وهدم شخصيته في المجتمع.

ونقرأ في حديث شريف عن رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله أنّه ذكر بين يديه رجل فقال بعض الحاضرين: أنّه رجل عاجز وضعيف فقال: رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله: لقد اغتبتموه، فقالوا: يا رسول الله لقد ذكرنا صفته فقال: «إِنْ قُلتُم ما لَيسَ فِيهِ فَقَد بَهَتّموه»[3].

والعذر الآخر الذي يذكره بعض الجهّال كمسوّغ للغيبة ويتذرّعون به أمام من ينهاهم عن الغيبة يقولون: إنّما نقوله هو حق وليس بكذب، فالشخص الفلاني لديه هذا العيب، وهذه الذريعة لا تقل قبحاً عن سابقتها لأنّه لو لم يكن هذا العيب في الطرف الآخر لدخل تحت عنوان التهمة لا الغيبة، فالغيبة كما ذكرنا هي ذكر العيوب الخفيّة للآخرين في غيبتهم.

الفاسقون والغيبة
ولا بدّ من الإشارة أيضاً إلى أنّه يستفاد من بعض كلمات الأعاظم وعلماء الأخلاق أنّ الغيبة لا تقع بالنسبة إلى جميع المؤمنين، بل تقع في مورد الأشخاص الذين تابوا من ذنوبهم وندموا على خطيئتهم وعادوا إلى جادة الصواب، وأمّا الفاسق والمذنب والمتجاهر بالإثم، فإنّ غيبته مباحة حتى لو كان ذنبه مستوراً ويتمسّكون في هذا بالرواية الواردة عن الإمام الصادق عليه ‌السلام حيث أنّه قال: «مَنْ عامَلَ النّاسَ فَلَم يَظلِمهُم، وَحَدَّثَهُم فَلَم يَكذِبْهُم، وَوَعَدَهُم فَلَم يُخْلِفْهُم كَانَ مِمَّنْ حُرِّمَ غَيبَتُهُ وَكَمُلَتْ مُرُوَّتُهُ وَظَهَرَتْ عَدَالَتُهُ وَوَجَبَتْ إخُوتُهُ»[4].

وبهذا فإنّ الغيبة تكون محرّمة إذا كانت بالنسبة إلى الشخص العادل بينما الشخص الفاسق فيجوز غيبته حتى لو كان يمارس الذنب في الخفاء.

العلّامة المجلسي قدس‌سره يميل إلى هذا الرأي أيضاً في الجزء ٧٢ من بحار الانوار باب كتاب العشرة رغم أنّه عدل عن هذا الرأي في ذيل كلامه أيضاً[5].

ولكن من المسلّم أنّ هذه الرؤية تسبب في أن يكون أكثر الناس تجوز غيبتهم وهذا على خلاف إطلاق الآية القرآنية والروايات العديدة في مجال حرمة الغيبة.

ومضافاً إلى الروايات الكثيرة التي تقرّر أنّ عدّة طوائف من الناس تجوز غيبتهم أو لا غيبة عليهم ومنهم الفاسق المتجاهر بالفسق ومن جملة ذلك ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله أنّه قال: «أَربَعَةٌ لَيسَتْ غَيبَتُهُم غَيبَةٌ، الفاسِقُ المُعلِنِ بِفِسقِه، ….»[6].

ونفس هذا المضمون ورد في رواية اخرى عن الإمام الباقر عليه السلام أيضاً.

ويقول الإمام الصادق عليه السلام في هذا الصدد: «إذا جاهَرَ الفاسِقُ بِفِسقِهِ فَلا حُرمَةَ لَهُ عَلى غَيبَةٍ»[7].

ونقرأ في حديث آخر عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه‌ السلام أنّه قال: «مَن أَلقى جِلبَابَ الحَياءِ فَلا غَيبَةَ لَهُ»[8].

وهناك أحاديث متعددة أخرى صريحة في هذا المعنى، وبمقتضى مفهوم الوصف لهذه الأحاديث، بل مفهوم الشرط حيث يكون الكلام في مقام الاحتراز ونفي الغير يتّضح جيداً أنّه إذا ارتكب الشخص الذنب في الخفاء فلا يجوز غيبته، وكما سوف يرد في بحث استثناءات الغيبة أنّ الشخص المتجاهر بالفسق تجوز غيبته في خصوص الذنب الذي تجاهر به لا بالنسبة إلى جميع أفعاله الأخرى.

ومضافاً إلى أنّ حرمة الغيبة ثابتة بدليل العقل أيضاً لأنّها نوع من الظلم والعدوان على الآخرين وإفشاء أسرارهم وإسقاط شخصيتهم بين الناس، ولا شكّ أنّه لا فرق بين الفاسق والعادل في هذا المجال إلّا أن تكون الغيبة في موارد النهي عن المنكر أو دفع الخطر أو الضرر عن المجتمع الإسلامي وحينئذٍ لا فرق أيضاً بين الفاسق والعادل.

آية الله ناصر مكارم الشيرازي/موقع الأئمة الاثنا عشر

————————

المقالات والتقارير المنشورة بأسماء أصحابها او منقولة عن بقية المصادر تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

الهوامش

[1] المكاسب، كتاب المكاسب المحرمة، الشيخ الأنصاري، ص ٤١.

[1] وسائل الشيعة، ج ٨، أبواب أحكام العشرة، ص ٦٠٢.

[1] المحجة البيضاء، ج ٥، ص ٢٥٦.

[1] اصول الكافي، ج ٢، ص ٢٣٩، ح ٢٨.

[1] بحار الانوار، ٧٢، ص ٢٣٥ إلى ٢٣٧.

[1] المصدر السابق، ص ٢٦١.

[1] بحار الأنوار، ج ٧٢، ص ٢٥٣.

[1] المصدر السابق، ص ٢٦٠.












توقيع : سيد فاضل

عرض البوم صور سيد فاضل   رد مع اقتباس
قديم 15-07-2022, 04:42 AM   المشاركة رقم: 2
معلومات العضو
محـب الحسين
 
الصورة الرمزية محـب الحسين

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
محـب الحسين غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي

أحسنت اخي العزيز












توقيع : محـب الحسين

عرض البوم صور محـب الحسين   رد مع اقتباس
قديم 15-07-2022, 03:55 PM   المشاركة رقم: 3
معلومات العضو
صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

 
الصورة الرمزية صدى المهدي

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
صدى المهدي متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي

اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم ويبارك الله بكم
شكرا لكم كثير












عرض البوم صور صدى المهدي   رد مع اقتباس
قديم 16-07-2022, 02:54 PM   المشاركة رقم: 4
معلومات العضو
سيد فاضل
 
الصورة الرمزية سيد فاضل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
سيد فاضل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي

حفظكم الله












توقيع : سيد فاضل

عرض البوم صور سيد فاضل   رد مع اقتباس
إضافة رد


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمد الغيبة وأهل زمان الغيبة وأيامها دون غيرهم من أهل الازمنة.. الـدمـع حـبـر العـيـون منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف) 9 26-06-2013 12:23 AM
الغيبة و شكر النعمة محـب الحسين المنتدى الاسلامي العام 13 25-06-2013 05:15 AM
الغيبة محب الرسول المنتدى الاسلامي العام 6 17-10-2012 10:40 PM
سقيفة الغيبة(ج2)-ح1 يوسف بيامبر منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف) 2 19-05-2010 06:04 PM
الانتظار في عصر الغيبة حبيبة الزهراء منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف) 4 25-06-2009 06:47 PM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين