طغيان معاوية ـ جواز بيعة الظالم لو أجبرك ـ جابر وأم سلمة والأنصار يعلمون بطغيان معاوية ...!
الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار المؤلف: أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي (المتوفى: 235هـ) المحقق: كمال يوسف الحوت الناشر: مكتبة الرشد – الرياض الطبعة: الأولى، 1409 عدد الأجزاء: 7 (6 / 188) ح30562 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَمَّا كَانَ عَامُ الْجَمَاعَةِ بَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمَدِينَةِ بُسْرَ بْنَ أَرْطَاةَ لِيُبَايِعَ أَهْلَهَا عَلَى رَايَاتِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ جَاءَتْهُ الْأَنْصَارُ جَاءَتْهُ بَنُو سُلَيْمٍ فَقَالَ: أَفِيهِمْ جَابِرٌ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَلْيُرْجَعُوا فَإِنِّي لَسْتُ مُبَايِعَهُمْ حَتَّى يَحْضُرَ جَابِرٌ، قَالَ: فَأَتَانِي فَقَالَ: نَاشَدْتُكَ اللَّهَ، إِلَّا مَا انْطَلَقْتَ مَعَنَا فَبَايَعْتَ فَحَقَنْتَ دَمَكَ وَدِمَاءَ قَوْمِكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ قُتِلَتْ مُقَاتِلَتُنَا وَسُبِيَتْ ذَرَارِيُّنَا، قَالَ: فَأَسْتَنْظِرُهُمْ إِلَى اللَّيْلِ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهَا الْخَبَرَ فَقَالَتْ: «يَا ابْنَ أُمَّ، انْطَلِقْ، فَبَايِعْ وَاحْقِنْ دَمَكَ وَدِمَاءَ قَوْمِكَ، فَإِنِّي قَدْ أَمَرْتُ ابْنَ أَخِي يَذْهَبُ فَيُبَايِعُ»
المصنف المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي المحقق: سعد بن ناصر بن عبد العزيز أبو حبيب الشثري تقديم: ناصر بن عبد العزيز أبو حبيب الشثري الناشر: دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع، الرياض – السعودية الطبعة: الأولى ج17 ص 110ح 32588 قال المحقق الشثري ( صحيح )
السند صحيح لا غبر عليه يرويه التلميذ الثقة الضابط عن شيخه الثقة الضابط إلى منتهاه
رجال السند :
1ـ حماد بن أسامة أبو أسامة :
رواة التهذيبين راوي رقم 1487 ( حماد بن أسامة بن زيد القرشى مولاهم ، أبو أسامة الكوفى ، مولى بنى هاشم ( قاله البخارى ) و قيل مولى زيد بن على الطبقة : 9 : من صغار أتباع التابعين الوفاة : 201 هـ بـ الكوفة روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه ) رتبته عند ابن حجر : ثقة ثبت ربما دلس ، و كان بأخرة يحدث من كتب غيره رتبته عند الذهبي : الحافظ ، حجة عالم أخبارى ).
علة التدليس ليس لها أثر لأنه صرح في الرواية بالتحديث فزالت علة التدليس
2ـ الوليد بن كثير القرشى المخزومى :
رواة التهذيبين راوي رقم 7452 ( الوليد بن كثير القرشى المخزومى مولاهم ، أبو محمد المدنى ، الكوفى الطبقة : 6 : من الذين عاصروا صغارالتابعين الوفاة : 151 هـ بـ الكوفة روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه ) رتبته عند ابن حجر : صدوق ، عارف بالمغازى ، رمى برأى الخوارج رتبته عند الذهبي : ثقة
3ـ وهب بن كيسان :
رواة التهذيبين راوي رقم 7483 ( وهب بن كيسان القرشى مولاهم ، أبو نعيم المدنى ، المعلم مولى آل الزبير بن العوام ( و قيل مولى عبد الله بن الزبير ) الطبقة : 4 : طبقة تلى الوسطى من التابعين الوفاة : 127 هـ روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه ) رتبته عند ابن حجر : ثقة رتبته عند الذهبي : ثقة )
4ـ جابر بن عبد الله :
رواة التهذيبين راوي رقم 871 ( جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصارى الخزرجى السلمى ، أبو عبد الله و يقال أبو عبد الرحمن ، و يقال أبو محمد المدنى الطبقة : 1 : صحابى الوفاة : بعد 70 هـ بـ المدينة روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه ) رتبته عند ابن حجر : صحابى رتبته عند الذهبي : صحابى ( قال : عقبى ) ).
بعض ما يستفاد من الأثر :
1ـ طغيان معاوية ...معاوية يقتل الأنصار ويسبي الذراري ( نَاشَدْتُكَ اللَّهَ، إِلَّا مَا انْطَلَقْتَ مَعَنَا فَبَايَعْتَ فَحَقَنْتَ دَمَكَ وَدِمَاءَ قَوْمِكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ قُتِلَتْ مُقَاتِلَتُنَا وَسُبِيَتْ ذَرَارِيُّنَا ) فلم يلتفت إلى ما قاله النبي الأعظم كما في مسند الإمام أحمد بن حنبل المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ) المحقق: أحمد محمد شاكر الناشر: دار الحديث – القاهرة الطبعة: الأولى، 1416 هـ - 1995 م عدد الأجزاء: 8 (القسم الذي حققه أحمد شاكر) (3/ 251)ح 2819 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن حبيبِ عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:"لا يُبغض الأنصار رجلٌ يؤمن بالله ورسوله"، أو"إلاَّ أبغضَه الله ورسوله" قال أحمد شاكر ( إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 370 من طريق سفيان عن حبيب بن أبي ثابت، وقال: "حديث حسن صحيح".) .
ومن كان هذا حاله هل يبقى مسلما وهو لا يقيم وزنا للنصوص ولا يقيم حرمة للدماء والأعراض؟!
2ـ البيعة لم تكن لوجود الرضا ولا لأنهم يرونه أنه ممن يمكن مبايعته في السلامة بل مما يتوقف في حاله حتى وإن أدى إلى قتل الأنصار وسبي الذراري ( نَاشَدْتُكَ اللَّهَ، إِلَّا مَا انْطَلَقْتَ مَعَنَا فَبَايَعْتَ فَحَقَنْتَ دَمَكَ وَدِمَاءَ قَوْمِكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ قُتِلَتْ مُقَاتِلَتُنَا وَسُبِيَتْ ذَرَارِيُّنَا، قَالَ: فَأَسْتَنْظِرُهُمْ إِلَى اللَّيْلِ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهَا الْخَبَرَ فَقَالَتْ: «يَا ابْنَ أُمَّ، انْطَلِقْ، فَبَايِعْ وَاحْقِنْ دَمَكَ وَدِمَاءَ قَوْمِكَ، فَإِنِّي قَدْ أَمَرْتُ ابْنَ أَخِي يَذْهَبُ فَيُبَايِعُ»
3ـ السيدة العظيمة أم سلمة ترى جواز مبايعة من إن لم تبايعه قتلك وسبا ذراريك كما حال معاوية ( فَقَالَتْ: «يَا ابْنَ أُمَّ، انْطَلِقْ، فَبَايِعْ وَاحْقِنْ دَمَكَ وَدِمَاءَ قَوْمِكَ، فَإِنِّي قَدْ أَمَرْتُ ابْنَ أَخِي يَذْهَبُ فَيُبَايِعُ» ).
4ـ معاوية لا يقيم للأكابر ـ الأنصار , جابر , أم سلمة ... أي قيمة
5 ـ فيه جواب صارخ على جواز مبايعة الظالم المستبد لو أجبرك على مبايعته والبيعة بذلك لا تعطيه أي قدسية أو شرعية كما فعل ذلك الأنصار وأم سلمة وجابر فأي إشكال على الإمام الحسن عليه السلام لو قلنا بالبيعة ( المصالحلة )
المواضيع المتشابهه
طغيان معاوية جواز بيعة الظالم بالإجبار جابر وأم سلمة والأنصار يعلمون بطغيانه
العرض العادي
