منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف)اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً
كيف يمكننا وفي ظل أجواء مفعمة بالفتن والابتلاءات أن نستوحي من نهضة سيد الشهداء الحسين عليه السلام
ونحن في كل عام نجدد له البيعة والولاء والمواساة نستوحي من نهضته المبادئ التي تكون نبراسا لنا
ونحن نهىء انفسنا لنصرة الامام المهدي عجل الله ظهوره الشريف ؟.
اولا علينا ان نفهم جملة من الامور التي لايمكن الانفصال عنها
وغض الطرف عن ابعادها الموُثرة الداخلة في مفهوم التوفيق الالهي للانسان .
نحن في كل مايرتبط بحياتنا نعود الى اصول الدين وفروعه لانها تدخل في خاتمة الحياة
مساءلته في موته وفي سوُال منكر ونكير وعذاب القبر او نعيمه بما يعبر عنه بالبرزخ
الى يوم القيامة وسيرة الامام الحسين عليه السلام لاتفارق هذه الدائرة
فنسال انفسنا اين نحن اتباع اهل البيت من هذه المنظومة العقائدية؟.
الحسين في اصول الدين الذي لم يفارقها منذ ان اخذ الله تبارك وتعالى العهود والمواثيق من الانسان
وهو في عالم الذر. تعالوا معي الى كربلاء الحسين عليه السلام حيث يقول في بعض من مبادئه التوحيدية
[ ياعباد الله اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر فأن الدنيا لو بقيت لاحد
أو بقي عليها أحد لكانت الانبياء أحق بالبقاء وأولى بالرضاء وأرضى بالقضاء ,
غير أن الله تعالى خلق الدنيا للفناء فجديدها بال ونعيمها مضمحل وسرورها مكفهر ,
والمنزل قلعة والدار تلعة, فتزودوا فان خير الزاد التقوى, واتقوا الله لعلكم تفلحون ]
والحسين الشهيد لايفترق عن النبوة[ حسين مني وأنا من حسين]
تراث زاخر بالمنهج النبوي تجاه سبطيه الحسن والحسين عليهما السلام.
وهو جزء من الاعتقاد بالامامة هذا الكلام مفروغ منه لكن المعضلة
في سلوك الانسان المدعي للتشيع والموالاة. فحين نتعرض لابسط الابتلاءات
والفتن نعيش حالة من التخبط والحيرة وبالتالي نقدم على قرارات تكون نتائجها
وبالا علينا وعلى مذهب اهل البيت عليهم السلام .
فاذا كان حدثا بمستوى كربلاء ونهضة الحسين الشهيد لم نرتقي في سلوكنا وعقيدتنا
الى مستوى ذلك الحدث الذي عاشته البشرية من قبل وعشنا نتائجه
فكيف ستكون علاقتنا بحدث لم يقع بعد ؟ بل وصلتنا اشارات من أئمتنا
الاطهار ليوجهوا مسيرتنا الى سفينة النجاة حين يقترب الطوفان الاعظم طوفان الملاحم والفتن.
اشاروا الى الرايات والى الشعارات ومدعيها الذين يدعون الانتساب لهم فبمن نقتدي وخلف من سنسير؟.
أن أهم معالم النهضة الحسينية وقواسمها المشتركة
مع عصر ظهور الامام المهدي المنتظر عجل الله ظهوره الشريف هي الصبر
[ رضا الله رضانا اهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا اجور الصابرين]
[ صبرا على الموت بني عمومتي لارأيتم هوانا بعد اليوم]
لذلك أعطي الحسين الشهيد عليه السلام تلك المقامات الرفيعة وقول النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم
أشارة عظيمة [ يابني أن لك عند الله مقاما لاتناله الا بالشهادة]
وقد كان كذلك فاذا كان قول الباري عز وجل
[ ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون]
واذا كان اصحاب الكساء الذين نزلت فيهم سورة الانسان
لموقفهم الخالد باطعام المسكين واليتيم والاسير[ أنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءا ولاشكورا’ انا نخاف يوما عبوسا قمطريرا’ فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا’ وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا]
وصف دقيق للنعيم المعد لهم الى ذلك الوصف الدقيق[ واذا رايت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا]
ترى ماهو ذلك المقام الذي تفرد به الحسين الشهيد؟ وعلمائنا الاعلام كتبوا كثيرا عنه في محاولة لفهم
[ ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة] الان دعونا نسأل ماهي مقاماة من يصبر في زمن الملاحم والفتن
[ اعظم اعمال امتي قبل قيام قائمنا هو الصبر] هل بحثنا في معنى الصبر الذي اراده الاُئمة الاطهار عليهم السلام ؟.
وكيف نوفق بين العمل والاعداد لنصرة الامام المهدي عجل الله ظهوره الشريف وبين الصبر؟.
انني هنا اذ اقف عند السوُال خوفا من الاسترسال اكثر كي اجنب نفسي من الوقوع في فتنة
الجواب لانه مقام عظيم لست اهلا له وأدعوا الاخوة القراء في بحثنا للتوفيق بين العمل
والصبر في زمن الغيبة وفي ظل أجواء مهيئة للفتن التي بدات تتعاظم علينا اليوم خصوصا في العراق
المبتلى راجيا للجميع التوفيق.
[الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون]