العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى أهل البيت (عليهم السلام)
منتدى أهل البيت (عليهم السلام) السجاد - الباقر - الصادق - الكاظم - الرضا - الجواد - الهادي - العسكري - عليهم السلام
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


جهاد أهل البيت (عليهم السلام) ودور الإمام الباقر (عليه السلام)

منتدى أهل البيت (عليهم السلام)


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-2012, 12:02 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

محـب الحسين

الصورة الرمزية محـب الحسين


الملف الشخصي









محـب الحسين غير متواجد حالياً


جهاد أهل البيت (عليهم السلام) ودور الإمام الباقر (عليه السلام)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جهاد أهل البيت (عليهم السلام) ودور الإمام الباقر (عليه السلام)
ترتكز العملية التربوية على ثلاثة عناصر أساسية هي: المربي والنظام التربوي والمتربّي. وحينما تفتقد العملية التربوية المربّي الكفوء أو النظام التربوي الصالح فإنها سوف تنحرف ولا تؤتي ثمارها الصالحة.
وقد جاء الإسلام ليربّي المجتمع البشري بقيادة الرسول الخاتم المصطفى محمد بن عبد الله(صلَّى الله عليه وآله)، وخطى النبي(صلَّى الله عليه وآله) في طريق التربية الشاق خطوات كبيرة، واستطاع في ظلّ الشريعة الإسلامية ونظام الإسلام التربوي أن يربّي من تلك الجماعات الجاهلية أمة صالحة ورشيدة.
ولكن فقدت الأمة الإسلامية المربّي الكفوء حين غادرها الرسول(صلَّى الله عليه وآله) إلى ربّه، وبهذا انهدم العنصر الأوّل من عناصر التربية الثلاثة.
وكان انهدام هذا العنصر كفيلاً بهدم العنصرين الآخرين إذ لم يكن مَن تزعّم قيادة التجربة بعد النبي(صلَّى الله عليه وآله) كفوءاً لها ككفاءة النبي نفسه، علماً وعصمةً ونزاهةً وقدرةً وشجاعةً وكمالاً.
أجل; لقد تزعّم التجربة مَن لم يكن معصوماً ولا منصهراً في مفاهيم الرسالة ولا قادراً على حفظ الأمة من الانحراف عن الخط الذي رسمه الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لها، ذلك الانحراف الذي لم يعرف المسلمون مدى عمقه

ومدى تأثيره السلبي على الدولة والأمة والشريعة على طول الخط ولعلّهم اعتبروه تغييراً في شخص القائد لا تغييراً في خط القيادة.
وقد قام الأئمة من أهل البيت(عليهم السلام) بدور جبّار لصيانة الإسلام والحفاظ على التجربة الإسلامية وعلى دولة الرسول وحاولوا جهد إمكانهم حفظ الأمة المسلمة من التمادي في الانحراف والانهيار، وعملوا بشكل عام على خطّين رئيسين للوقوف بوجه هذا الانحراف الكبير الذي لم يدرك إلاّ الرسول(صلَّى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار مدى عمقه وخطورته على الشريعة والدولة والأمة جميعاً.
والخطّان الرئيسان اللذان عمل الأئمة(عليهم السلام) عليهما وكان عليهم أن يوظّفوا لذلك نشاطهم يتمثّلان في:
1 ـ خط تحصين الأمة ضد الانهيار بعد وقوع التجربة، بأيدي أناس غير مؤهّلين لقيادتها، وإعطائها القدر الكافي من المقومات لكي تواصل مسيرتها في الاتجاه الصحيح، وبقدم راسخة .
2 ـ خط محاولة تسلّم زمام التجربة وزمام الدولة ومحو آثار الانحراف وإرجاع القيادة الكفوءة إلى موضعها الطبيعي لتكتمل عناصر التربية ولتتلاحم الأمة والمجتمع مع الدولة والقيادة الرشيدة(1).
أما الخط الثاني فكان على الأئمة الراشدين أن يقوموا له بإعداد طويل المدى، من أجل تهيئة الظروف الموضوعية اللازمة التي تتناسب مع مجموعة القيم والأهداف والأحكام الأساسية التي جاءت بها الرسالة الإسلامية وأريد تحقيقها من خلال الحكم وممارسة الزعامة باسم الإسلام القيّم وباسم الله المشرّع للإنسان تشريعاً يوصله إلى كماله اللائق به.
ــــــــــــــ
(1) أهل البيت، تنوع أدوار ووحدة هدف: 59.
______

ومن هنا كان رأي الأئمة الأطهار في استلام زمام الحكم هو: أنّ الانتصار المسلّح الآنيّ غير كاف لإقامة دعائم الحكم الإسلامي المستقر، بل يتوقف ذلك على إعداد جيش عقائدي يؤمن بالإمام وبعصمته إيماناً مطلقاً ويعيش جميع أهدافه الكبيرة، ويدعم تخطيطه في مجال الحكم، ويحرس ما يحقّقه للأمة من مصالح أرادها الله لها في هذه الحياة.
وأما الخط الأوّل فهو الخط الذي لا يتنافى مع كل الظروف القاهرة والمؤاتية، وكان يمارسه الأئمة(عليهم السلام) حتى في حالة الشعور بعدم توفر الظروف الموضوعية التي تسمح للإمام بخوض معركة يتسلّم من خلالها زمام الحكم من جديد.
إن هذا الخط يتمثّل في تعميق الرسالة فكرياً وروحيّاً وسياسياً في الأمة نفسها; بغية إيجاد تحصين كاف في صفوفها ضدّ الانهيار، بعد تردّي التجربة وسقوطها، وذلك بإيجاد قواعد واعية في الأمة وإيجاد روح رسالية فيها وإيجاد عواطف صادقة تجاه هذه الرسالة في الأمة(1).
واستلزم عمل الأئمة الأطهار(عليهم السلام) في هذين الخطّين قيامهم بدور رسالي إيجابي وفعّال على طول الخط لحفظ الرسالة والأمة والدولة وحمايتها جميعاً باستمرار.
وكلما كان الانحراف يشتدّ كان الأئمة الأطهار يتّخذون التدابير اللازمة ضد ذلك. وكلما وقعت محنة للعقيدة أو التجربة الإسلامية وعجزت الزعامات المنحرفة من علاجها ـ بحكم عدم كفاءتها ـ بادر الأئمة(عليهم السلام) إلى تقديم الحلّ ووقاية الأمة من الأخطار التي كانت تهدّدها.
ــــــــــــــ
(1) أهل البيت، تنوع أدوار ووحدة هدف: 131 ـ 132 و147 ـ 148.
_______

فالأئمة المعصومون(عليهم السلام) كانوا يحافظون على المقياس العقائدي في المجتمع الإسلامي إلى درجة لا تنتهي بالأمة إلى الخطر الماحق لها(1).
ومن هنا تنوّع عمل الأئمة(عليهم السلام) في مجالات شتّى باعتبار تعدّد العلاقات وتعدّد الجوانب والمهامّ التي تهمّهم باعتبارهم القيادة الواعية الرشيدة التي تريد تطبيق الإسلام وحفظه للإنسانية جمعاء.
فالأئمة الأطهار (عليهم السلام) مسؤولون عن صيانة تراث الرسول الأعظم(صلَّى الله عليه وآله) وثمار جهوده الكريمة المتمثلة في النقاط الأربع التالية:
1 ـ الشريعة والرسالة التي جاء بها الرسول الأعظم من عند الله تعالى والمتمثلة في الكتاب الكريم والسنة الشريفة.
2 ـ الأمة التي كوّنها وربّاها الرسول الكريم بيديه الكريمتين.
3 ـ الكيان السياسي الإسلامي الذي أوجده النبي (صلَّى الله عليه وآله) والدولة التي أسسها وشيّد أركانها.
4 ـ القيادة النموذجية التي حققها بنفسه وربّى من يكون كفوءً لتجسيدها من أهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
لكنّ عدم إمكان الحفاظ على هذا المركز القيادي وتفويت الفرصة على القيادة التي عيّنها الرسول(صلَّى الله عليه وآله) بأمر من الله تعالى لا يمنع من ممارسة مسؤولية الحفاظ على المجتمع الإسلامي السياسي وصيانة الدولة الإسلامية من الانهيار بالقدر الممكن الذي يتسنّى للقيادة الشرعية بالفعل وبمقدار ما تسمح به الظروف الراهنة.
كما ان سقوط الدولة الإسلامية لا يحول دون الاهتمام بالأمة المسلمة
ــــــــــــــ
(1) أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف: 144.
________

ودون الاهتمام بالرسالة والشريعة الإسلامية وصيانتها من الانهيار والاضمحلال التام.
وعلى هذا الأساس تنوّعت مجالات عمل الأئمة الطاهرين(عليهم السلام) بالرغم من اختلاف ظروفهم من حيث نوع الحكم القائم، ومن حيث درجة ثقافة الأمة ومدى وعيها، ومدى إيمانها ومعرفتها بالأئمة(عليهم السلام)، ومدى انقيادها للحكام المنحرفين، ومن حيث نوع الظروف المحيطة بالكيان الإسلامي والدولة الإسلامية، ومن حيث درجة التزام الحكّام بالإسلام، ومن حيث نوع الأدوات التي كانوا يستخدمونها لدعم حكمهم وإحكام سيطرتهم على رقاب الأمة.
فقد كان لائمة أهل البيت(عليهم السلام) نشاط مستمر تجاه الحكم القائم والزعامات المنحرفة، وقد تمثّل في إيقاف الحاكم عن المزيد من الانحراف، بالتوجيه الكلامي، أو بالثورة المسلحة ضد الحاكم حينما كان يشكّل انحرافه خطراً ماحقاً، كثورة الإمام الحسين(عليه السلام) ضد يزيد بن معاوية وان كلّفهم ذلك حياتهم، أو عن طريق إيجاد المعارضة المستمرة ودعمها بشكل وآخر من أجل زعزعة القيادة المنحرفة بالرغم من دعمهم للدولة الإسلامية بشكل غير مباشر حينما كانت تواجه خطراً ماحقاً أمام الكيانات الكافرة.
وكان لهم(عليهم السلام) نشاط مستمر كذلك في مجال تربية الأمة عقائدياً وأخلاقياً وسياسيّاً وذلك من خلال تربية الأصحاب العلماء وبناء الكوادر العلمية والشخصيات النموذجية التي تقوم بمهمة نشر الوعي والفكر الإسلامي وتصحيح الأخطاء الحاصلة في فهم الرسالة والشريعة، ومواجهة التيارات الفكرية الوافدة أو التيارات السياسية المنحرفة أو الشخصيّات العلمية المنحرفة التي كان الحكام الجائرون يستخدمونهم لدعم حكوماتهم. وكانت

من جملة مهامّهم دعوة الناس إلى السير وراء القيادة الإلهية بعد الرسول(عليهم السلام) والمتمثّلة في إمامة أهل البيت الأطهار، وتصعيد درجة معرفة الأمة والإيمان بهم والوعي اللازم تجاه إمامتهم وزعامتهم.
هذا بالإضافة إلى نزول الأئمة(عليهم السلام) إلى ساحة الحياة العامة والارتباط بالأمة بشكل مباشر والتعاطف مع قطّاع واسع من المسلمين; فإن الزعامة الجماهيرية الواسعة النطاق التي كان يتمتع بها أئمة أهل البيت(عليهم السلام) على مدى قرون لم يحصلوا عليها صدفة، أو لمجرد الانتماء إلى رسول الله(صلَّى الله عليه وآله); وذلك لوجود كثير ممن كان ينتسب إلى رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) ولم يكن يحظى بهذه المكانة عند الناس; لأن الأمة لا تمنح ولاءها لأحد مجاناً، ولا يملك أحدٌ قيادتها وميل قلوبها من دون عطاء سخيّ منه في مختلف مجالات الحياة، وخاصّة عند الأزمات، والمشاكل.
وهكذا خرج الإسلام على مستوى النظرية سليماً من الانحراف وان تشوّهت معالم التطبيق، كما أنّ بفضل قيادة أهل البيت الفكرية والمعنوية تحوّلت الأمة إلى أمة عقائدية تقف بوجه الغزو الفكري والسياسي الكافر واستطاعت أن تسترجع قدرتها وتماسكها على المدى البعيد كما لاحظناه في القرن المعاصر بعد عصور الانهيار والتردي.
وقد حقق الأئمة المعصومون (عليهم السلام) كل هذه الانتصارات بفضل اهتمامهم البليغ بتربية الكتلة الصالحة التي آمنت بهم وبإمامتهم وبفضل إشرافهم على تنمية وعي هذه الكتلة وإيمانها من خلال التخطيط لسلوكها وحمايتها باستمرار وإسعافها بكل الأساليب التي كانت تساعد على صمودها في خضمّ المحن وارتفاعها إلى مستوى جيش عقائدي رسالي يعيش هموم الرسالة ويعمل على صيانتها ونشرها وتطبيقها ليل نهار.
الصفحة 61
مراحل حركة الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام):

وإذا رجعنا إلى تاريخ أهل البيت(عليهم السلام) والظروف المحيطة بهم ولاحظنا سلوكهم ومواقفهم العامة والخاصة استطعنا أن نصنّف ظروفهم ومواقفهم إلى مراحل وعصور ثلاثة يتميز بعضها عن بعض بالرغم من اشتراكهم في كثير من الظروف والمواقف ولكن الأدوار تتنوع باعتبار مجموعة الظواهر العامة التي تشكل خطّاً فاصلاً ومميّزاً لكل عصر.
فالمرحلة الأولى من حياة الأئمة(عليهم السلام) وهي (مرحلة تفادي صدمة الانحراف) بعد وفاة رسول الله(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) تجسّدت في سلوك ومواقف الأئمة الأربعة: علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين(عليهم السلام) إذ قاموا بالتحصينات اللازمة لصيانة العناصر الأساسية للرسالة وان لم يستطيعوا القضاء على القيادة المنحرفة. لكنهم استطاعوا كشف زيفها والمحافظة على الرسالة الإسلامية نفسها. وبالطبع إنهم لم يهملوا أمر الأمة أو الدولة الإسلامية بشكل عام ولم يحرموها من رعايتهم واهتمامهم إذا ارتبط الأمر بالكيان الإسلامي والأمة المسلمة، هذا فضلاً عن سعيهم البليغ في بناء وتكوين الكتلة الصالحة المؤمنة بقيادتهم.
وتبدأ المرحلة الثانية بالشطر الثاني من حياة الإمام السجاد السياسية حتى الإمام الكاظم(عليهما السلام) وتتميز بأمرين أساسيين:
1 ـ فيما يرتبط بالخلافة المزيّفة فقد تصدى هؤلاء الأئمة لتعريتها عمّا بدأ الخلفاء يحصّنون به أنفسهم ويبرّرون أفعالهم، من خلال دعم طبقة من المحدّثين والعلماء (من وعّاظ السلاطين) لهم وتقديم التأييد والولاء لهم من أجل إسباغ الصبغة الشرعية على زعامتهم بعد أن استطاع الأئمة في المرحلة

الأولى أن يكشفوا زيف خط الخلافة وأن يُحَسِّسوا الأمة بمضاعفات الانحراف الذي حصل في مركز القيادة بعد الرسول الأعظم(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
2 ـ فيما يرتبط ببناء الجماعة الصالحة الذي أرسيت دعائمه في المرحلة الأولى فقد تصدى الأئمة المعصومون في هذه المرحلة إلى تحديد الإطار التفصيلي وإيضاح معالم الخط الرسالي الذي اُؤتمن الأئمة الأطهار(عليهم السلام) عليه والذي تمثّل في تبيين ونشر معالم النظرية الإسلامية الإمامية وتربية عدة أجيال من العلماء على أساس هذه النظرية في قبال خط علماء البلاط والذين عرفوا بوعاظ السلاطين.
هذا فضلاً عن تصديهم لدفع الشبهات وكشف زيف الفرق المذهبية التي استحدثت من قبل خط الخلافة أو غيره.
والأئمة في هذه المرحلة لم يتوانوا في زعزعة قواعد الزعامات والقيادات المنحرفة من خلال دعم بعض الخطوط المعارِضة للسلطة ولا سيَّما الثورية منها التي كانت تتصدى لمواجهة من تربَّع على كرسيّ خلافة الرسول(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بعد ثورة الإمام الحسين(عليه السلام).
والمرحلة الثالثة من حياة الأئمة من أهل البيت(عليهم السلام) تبدأ بشطر من حياة الإمام الكاظم(عليه السلام) وتنتهي بالإمام المهدي(عليه السلام); فأنهم بعد وضع التحصينات اللازمة للكتلة الصالحة ورسم المعالم والخطوط التفصيلية لها ـ عقائدياً وأخلاقياً وسياسيّاً في المرحلة الثانية ـ قد بدا للخلفاء أن قيادة أهل البيت(عليهم السلام) أصبحت بمستوى تسلّم زمام الحكم والعودة بالمجتمع الإسلامي إلى حظيرة الإسلام الحقيقي، وهو أمر استتبع ردود فعل من جانب الخلفاء تجاه الأئمة(عليهم السلام)، وكانت مواقف الأئمة تجاه الخلفاء تابعة ومناسبة لنوع موقف الخليفة تجاههم وتجاه قضيتهم.

وأمّا فيما يرتبط بالكتلة الصالحة التي أوضحوا لها معالم منهجها فقد عمل الأئمة(عليهم السلام) على دفعها نحو الثبات والاستقرار والانتشار من أجل تحصينها من الانهيار وإعطائها درجة من الاكتفاء الذاتي، وكان في تقدير الأئمة أنهم بعد المواجهة المستمرة للخلفاء سوف لا يُسمح لهم بالمكث بين ظهرانيهم وسوف لن يتركهم الخلفاء أحراراً بعد أن تبين للأمة عدم شرعيّتهم واتضحت لهم المكانة الشعبية للأئمة(عليهم السلام) الذين كانوا يمثّلون الزعامة الشرعية والاهتمام الحقيقي بشؤون الأمة الإسلامية.
ومن هنا تجلّت حكمة تربية الفقهاء على نطاق واسع ثم إرجاع الناس إليهم وتدريبهم على مراجعتهم في قضاياهم وشؤونهم العامة تمهيداً للغيبة التي لا يعلم مداها إلاّ الله سبحانه والتي اخبر الرسول(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عن تحققها وفرضت الظروف على الأئمة وأتباعهم الانصياع لها.
وبهذا استطاع الأئمة(عليهم السلام) وضمن تخطيط بعيد المدى أن يقفوا في وجه المسلسل الطبيعي للمضاعفات الناشئة عن الانحراف في القيادة والتي كانت تنتهي بتنازل الأمة عن الإسلام الصحيح، وبالتالي ضمور الشريعة وانهيار الرسالة الإلهية بشكل كامل.
فالذي جعل الأمة لا تتنازل عن الإسلام هو تقديم مثل آخر للإسلام واضح المعالم، أصيل المُثل والقيم، أصيل الأهداف والغايات، وقد قُدّمت هذه الأطروحة للأمة من قبل الواعين من المسلمين بزعامة الأئمة من أهل البيت المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
إنّ هذه الأطروحة التي قدّمها الأئمة (عليهم السلام) للإسلام المحمّدي لم تكن لتتفاعل مع الشيعة المؤمنين بإمامة أهل البيت(عليهم السلام) فقط، بل كان لها صدى كبير في كل العالم الإسلامي، فالأئمة الأطهار كانت لهم أطروحة للإسلام


وكانت لهم دعوى لإمامتهم وهذه الدعوى وان لم يطلبوا لها إلاّ عدداً ضئيلاً من مجموع الأمة الإسلامية ولكن الأمة بمجموعها تفاعلت مع هذه الأطروحة التي تُمَثّل النموذج الواضح والمخطّط الصحيح الصريح للإسلام في كل المجالات العامة والخاصة، ثقافياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وخلقياً، مما جعل المسلمين على مرّ الزمن يسهرون على الإسلام ويقيمونه وينظرون إليه بمنظار آخر غير منظار الواقع الذي كانوا يعيشونه من خلال الحكم القائم الذي تلاعب بالإسلام وغيّر معالمه(1).
--------------------------------------------
(1) أهل البيت، تنوع أدوار ووحدة هدف: 79 ـ 80 مع بعض التصرّف.


التوقيع :
من مواضيع محـب الحسين » الفرق بين الصوم والصيام
» قصيدة موسى بن جعفر على الجسر قوموا نشيعه
» زيارة الإمام الحسين عليه السلام في النصف من رجب مكتوبة
» قصيدة في رثاء الشهيد ابي مهدي المهندس(( جمال العراقيين ))
» سقراط والنوم المتأخر
رد مع اقتباس
قديم 06-01-2012, 08:57 PM   رقم المشاركة : 7
الكاتب

عاشقة النور


الملف الشخصي









عاشقة النور غير متواجد حالياً


افتراضي

اثابك المولى وجعل روحك في عليين وحشرك مع محمد وال محمد
لروحك اصدق الدعوات



"عاشقة النور"


من مواضيع عاشقة النور » ثواب الشوق لزياره الامام الحسين عليه السلام
» وقف على قدم الخوف والرجاء
» كيف نكون بعين الله ؟
» هي الذنوب مولاي رافقتني
» افخم غرف النوم الملكيه‎
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(عليه, (عليهم, أهم, الباقر, البيت, السلام, السلام), الإمام, جهاد, عليه, عليهم, نحور

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رجوع الإمام الباقر ( مع إبنه الإمام الصادق ) عليهم السلام من الشام ناعية الحسين منتدى أهل البيت (عليهم السلام) 5 26-06-2013 03:00 AM
لوح النبي سليمان عليه السلام عليه اسماء أهل البيت عليهم السلام اكتشف سنة 1916 وسام البابلي حقائق تحت المجهر 3 14-04-2010 02:40 AM
كلام الامام الباقر(ع)في اهل البيت عليهم السلام,, نور المستوحشين منتدى أهل البيت (عليهم السلام) 0 12-03-2010 06:44 PM
تمهيد النبي(صلى الله عليه وآله) والائمة(عليهم السلام) لغيبة الإمام المهدي(عليه السلام احمد العراقي منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف) 0 29-03-2009 07:46 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين