العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام > قسم الادعيه والزيارات والأذكار
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


شرح دعاء أبي حمزة الثمالي رضي الله عنه

قسم الادعيه والزيارات والأذكار


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-04-2022, 05:17 PM   رقم المشاركة : 11
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي

الحلقة الحادية عشر



– إن من المقامات المقدسة والنورانية التي يعوّل عليها ، وتقترب فيها الإجابة ، هي : مقام إبراهيم ، والحطيم ، والميزاب ، والمستجار ، والمسعى ، وأرض عرفة ، ومشاهد أئمة أهل البيت (ع)… إلا أن هنالك مقام مقدس آخر ، ألا وهو مقام المصلي بين يدي ربه ، حيث يقف الإنسان في مصلاه لمناجاة الله عزوجل.. فهذا المقام مقام جليل ، سواء كان في شهر رمضان ، أو في غيره من الشهور.. ومن هنا فإنه يستحب للمؤمن أن يتخذ في بيته مسجدا ، بأن يخصص له مكان يفزع إليه كلما أراد أن يناجي ربه.. حتى أنه ورد أيضاً استحباب نقل المحتضر إلى موضع صلاته في منزله ؛ لأنه مقام مقدس ، مقام ناجي فيه ربه.. ومن المعلوم بأن البيوت التي يذكر فيها الله عزوجل ، ويتلى فيها القرآن الكريم ، فإنها تضيء لأهل السماوات كما تضيء النجوم لأهل الأرض..ولهذا فإن الإمام (ع) في هذه العبارة يذكر هذا المقام المقدس لربه ، فيقول : (يَا رَبِّ هَذَا مَقَامُ مَنْ لاَذَ بِكَ وَاسْتَجَارَ بِكَرَمِكَ..).. ومن الممكن أن الله عزوجل إذا رأى عبده في تلك الهيئة ، وهو في حال خضوع وخشوع ، فإنه يباهي به الملائكة المقربين ؛ فالملائكة موجودات مجبولة على العبادة ، قوتها التسبيح والتهليل ، بينما هذا العبد -الذي يصفه القرآن الكريم بالتجافي عن المضاجع- قام باختياره لمناجاة ربه تاركاً للذيذ فراشه.– (وَقَدْ تَوَثَّقْنَا مِنْكَ بِالصَّفْحِ الْقَدِيمِ..).. أي أن الرب تعالى معروف بالصفح القديم ، هذا الصفح الذي تجلى في حياة الأنبياء والمرسلين في مواقفهم مع الطواغيت والكفار والفجرة.. وقد سجل التاريخ لنا موقف النبي الأكرم (ص) عندما دخل مكة فاتحاً.. فبرغم كل الإساءة والأذى النفسي والجسدي الذي تعرض له هو وأصحابه صلوات الله وسلامه عليه ، إلا أنه عفا عنهم ، وكانت تلك كلمته الخالدة : (اذهبوا فأنتم الطلقاء) !.. فإذا كان النبي هكذا وهو المبعوث من قبل الله عز وجل ، فكيف برب العالمين ؟!.. وهو الذي سبقت رحمته غضبه ، وهو الذي تسمى بالغفور الرحيم ، وهو الذي كان يوصي الأنبياء باللين في القول في التعامل مع الطواغيت ، كما في أمره تعالى لهارون وموسى عند ذهابهما إلى فرعون : {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.– (يَا رَبِّ إِنَّ لَنَا فِيكَ أَمَلاً طَوِيلاً كَثِيراً..).. لا شك أن رب العالمين إذا رأى في عبده هذه الثقة ، وهذه الحالة من الركون إلى رحمته ؛ فإنه لن يخيب عبده أبدا.– (يَا غَفَّارُ بِنُورِكَ اهْتَدَيْنَا، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْنَا، وَبِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْنَا وَأَمْسَيْنَا، ذُنُوبُنَا بَيْنَ يَدَيْكَ، نَسْتَغْفِرُكَ اللَّهُمَّ مِنْهَا وَنَتُوبُ إِلَيْكَ..).. ما أجمله من مقطع !.. وأنعم باتخاذه ورداً لمناجاة الرب عزوجل في كل حين ، في قنوت ، أو في خلوة !..فإذن ، إن تذكر التعامل الإلهي مع عباده في طوال التأريخ ، ذلك التعامل المليء باللطف والكرامة ؛ من موجبات سكون العبد وارتياحه إلى المغفرة الإلهية.. وما ذلك على الله بعزيز !..
يتبع


من مواضيع صدى المهدي » لماذا رحمة الله قريب وليس قريبة؟
» مصائد الشيطان وشباكه
» طريقة عمل اللازانيا باللحم وصوص البشاميل
» تأويلُ الدعاء الذي يُقرأ في التعقيبات وهو: "ما تردَّدتُ في شيءٍ أنا فاعلُه...
» كيف نفهم الكتاب ولا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم؟ وكيف هو آيات بيّنات؟
رد مع اقتباس
قديم 04-04-2022, 05:17 PM   رقم المشاركة : 12
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي

لحلقة الثانية عشر

خصوصية الزيارة للمشاهد الشريفة




– ( وَارْزُقْنَا مِنْ مَوَاهِبِكَ، وَأَنْعِمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلِكَ، وَارْزُقْنَا حَجَّ بَيْتِكَ..).. إن الإمام (ع) عندما يصل إلى ذكر المواهب يخص بالذكر حج بيت الله الحرام ، وزيارة قبر النبي المصطفى (ص) في مناجاته في جوف الليل وهو في شهر رمضان المبارك.. فإذن، إن هنالك بعض الخصوصيات والبركات في زيارة بيت الله ، والتي لا يمكن أن تنزل في غير هذه الحركة المقدسة.. فلو أمكن لإنسان أن يحج البيت ثلاث مرات متواليات ، فقد كتب من ضمن مدمني الحج ، سواء حج أو لم يحج : (مَن حجّ ثلاث سنين متوالية ، ثم حجّ أو لم يحجّ ، فهو بمنزلة مَن يدمن الحجّ)..أضف إلى أن التوفيق للزيارة فيه كاشفية.. فإن من يوفق لزيارة بيت الله في عمرة أو في حج ، فليعلم بأن هذه من علامات الاصطفاء الإلهي.. وخير ما يُستدل به ما روي عن الإمام السجاد (ع) عندما ذهب إلى مكة ، وقد أجدب أهلها ، وكان حول البيت بعض الداعين ، فقال (ع) : أما فيكم رجل يحبه الرحمن ؟!.. ثم سجد (ع) وقال : سيدي !.. بحبك لي إلاّ سقيتهم الغيث.. فما لبث أن سقوا ماء غزيراً..فالملفت أن الإمام (ع) لم يسأل الله عزوجل بإمامته ، أو بحسبه ونسبه ، بل بحبه له !.. ولما سئل (ع) : من أين علمت أن الله عزوجل يحبك ؟.. قال: لو لم يحبني لم يستزرني ، فلما استزارني علمتُ أنّه يحبني، فسألتُه بحبه لي فأجابني.أي أن الإمام (ع) جعل التوفيق إلى زيارة بيت الله من علائم الحب الإلهي.. ومن هنا فإن زيارة البيت من الأمور التي يُؤكد عليها في شهر رمضان ، وفي ليالي القدر ، وفي دعاء الافتتاح.. وما المانع لليائس من زيارة البيت لظرف صحي ، أو مالي ، أو غيره ؛ أن يتمنى هذه الهبة الإلهية وإن كان يائساً ؛ فإن الله تعالى يرزق من يشاء بغير حساب.– ( وَزِيَارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ، صَلَوَاتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَمَغْفِرَتُكَ وَرِضْوَانُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ مُجِيبٌ..).. نحن عندما نزور قبر حبيبنا المصطفى (ص) ، فإننا لا نزور تراباً ، أو قبراً ، أو ضريحاًً… ، وإنما هذه الزيارة هي توجه إلى تلك الحقيقة المتصلة بذلك المكان ، هذه الحقيقة التي أكسبت هذا المكان الخلود والقداسة.. ومن المعلوم أن ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة ؛ فلا عجب في كون هذا المكان محطاً للطف والإلتفات الإلهي.. فإذن ، نحن عندما نذهب إلى هذه البقاع ، ونناجي تلك الأرواح الحية عند الله عزوجل ، لا نتصل بجماد لا يدرك ، ولا يحس بوجودنا.. فإذا كان الشهيد مرزوق – بنص القرآن الكريم- عند الله عزوجل ، فكيف بنبي الشهداء ؟!.. فكيف بإمام الشهداء ؟!..ولا شك في أن في زيارة هذه الأماكن الشريفة ، تقديس للمعاني التي كانت مقترنة بتلك الأرواح الشريفة.. وبلحاظ المتأمل نجد أن تقديس الرموز ما هو إلا سنة بشرية في أي مكان وزمان.. ومن هنا وجد ما يسمى بنصب الجندي المجهول ؛ تقديراً لهذا الشخص الذي سقى بدمه أرض الوطن.. ونحن عندما نذهب إلى هذه المشاهد المشرفة ، إنما نقدس ونحيي البطولة والفداء المتمثل بأبي الأحرار وسيد الشهداء الحسين الشهيد صلوات الله وسلامه عليه.– ( وَارْزُقْنَا عَمَلاً بِطَاعَتِكَ، وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِكَ، وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ..).. يحسن للمؤمن عندما يزور قبر المصطفى (ص) أن يطلب من الله عزوجل أن يوفقه للاستنان بسنة حبيبه (ص) ، ذلك النبي الذي كان خلقه القرآن ، وكان متأدباً بأخلاق الله ، والذي كان يقول : (أدبني ربي فأحسن تأديبي..).اللهم اجعلنا من المستنين بسنته ، إنك سميع مجيب !.
يتبع


من مواضيع صدى المهدي » لماذا رحمة الله قريب وليس قريبة؟
» مصائد الشيطان وشباكه
» طريقة عمل اللازانيا باللحم وصوص البشاميل
» تأويلُ الدعاء الذي يُقرأ في التعقيبات وهو: "ما تردَّدتُ في شيءٍ أنا فاعلُه...
» كيف نفهم الكتاب ولا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم؟ وكيف هو آيات بيّنات؟
رد مع اقتباس
قديم 04-04-2022, 05:17 PM   رقم المشاركة : 13
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي

الحلقة الثالثة عشر

الجامعية في دعاء المؤمن




– (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ، وَارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً، وَاجْزِهِمَا بِالإِحْسَانِ إِحْسَاناً، وَبِالسَّيِّئَاتِ غُفْرَاناً..).. إن البعض -مع الأسف- يعلق مسألة إكرام الوالدين ببعض المقامات العلمية والعملية ، فإذا رأى والده عالماً عاملاً ، يحترمه لعلمه وعمله !.. والحال بأن عنوان الأبوة وعنوان الأمومة من العناوين المستلزمة للإكرام في نظر الشريعة ، حتى أن الشارع المقدس لم يقيد إكرام الأبوين والإحسان إليهما بقيد الإيمان والتقوى والطاعة ، كما نفهم من هذه الآية الملفتة : {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.. فإذا كان الكفر لا يمنع من مصاحبة الأبوين بالمعروف ، فكيف إذا كانا مؤمنين ؟..فكيف إذا كانا بارين تقيين وفيين ومكرمين للولد ؟..إن من موجبات نزول الغضب الإلهي -كما نفهم من الروايات المختلفة- هو عقوق الوالدين.. لأنهما ربيا ولداً وحاله كالصدف المغلق ، وهما لا يعلمان هل سيبقى حياً أم لا ؟.. هل سيكون وفياً لهما أم لا ؟.. هل سينتفعان منه عملاً أو مالاً أم لا ؟.. فبحق إن إكرام الأبوين لولدهما من أعلى صور الوفاء في الوجود !.. حتى أننا نلاحظ – في بعض الحالات- أن الأبوين رغم علمهما بأن الولد سيموت بعد سنوات لمرض فيه ، إلا أنهما لا يقصران في إكرام وتربية هذا الولد.. ومن هنا أمرنا بالمبالغة في حقهما.. أضف إلى أن هذا من شعب الشكورية في الإنسان المؤمن ؛ فالمؤمن إنسان شكور ، ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق.– (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، وَتَابِعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بِالْخَيْرَاتِ..).. إن البعض قد يسأل : هل هنالك استجابة للدعاء في طلب المغفرة للأموات ؟.. نعم، الميت وهو في عالم البرزخ منقطع إلى الله ، ونفهم من خلال النصوص الشريفة أن ملف أعمال الميت مغلق إلا من ثلاث : صدقة جارية ، وعلم ينتفع به ، وولد صالح يدعو له.. فهنيئاً لمن انتقل من هذه الدنيا ولم تغلق ملفات أعماله ، بأن جمع الله تعالى له بين هذه الأمور الثلاث !.. ومن الممكن أن يكون الإنسان عاقاً لوالديه في حياتهما ، ثم يكتب باراً لهما بعد الموت ، وذلك بالدعاء لهما.– (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، ذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، صَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، حُرِّنَا وَمَمْلُوكِنَا..).. نلاحظ أن الإمام (ع) ما ترك أحداً من دعائه الشريف ، ولم ينسَ حتى العبد المملوك المتعارف عليه في تلك الأيام ، مما يعكس لنا شدة رأفته (ع).. وقد ورد في بعض الأدعية أيضاً التأكيد على الدعاء للجيران ، وفي هذه دلالة على أن المؤمن في جوف الليل يذكر الجميع من إخوانه المؤمنين.. وقد كانت الزهراء (ع) تقف في محراب العبادة وتدعو طويلاً للآخرين ، فتسأل من قبل ولديها الحسن أو الحسين أنه لماذا هذه الدعوة المبالغة ؟.. فتقول : يا بني ، الجار ثم الدار..نسأل الله عزوجل أن يقدر لنا من يدعو لنا بعد موتنا إن الله سميع مجيب !..
يتبع


من مواضيع صدى المهدي » لماذا رحمة الله قريب وليس قريبة؟
» مصائد الشيطان وشباكه
» طريقة عمل اللازانيا باللحم وصوص البشاميل
» تأويلُ الدعاء الذي يُقرأ في التعقيبات وهو: "ما تردَّدتُ في شيءٍ أنا فاعلُه...
» كيف نفهم الكتاب ولا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم؟ وكيف هو آيات بيّنات؟
رد مع اقتباس
قديم 04-04-2022, 05:18 PM   رقم المشاركة : 14
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي

الحلقة الرابعة عشر

معنى الصلاة على النبي وآله




– (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ..).. من المعلوم أن الصلاة على النبي وآله من موجبات الاستجابة.. فالعبد عندما يقدم الصلاة على النبي وآله قبل أن يدعو لنفسه ، ثم يختم دعاءه أيضاً بالصلاة على النبي وآله ؛ فإن الرب تعالى – كما ورد في النص- أجل من أن يستجيب الطرفين ويهمل الوسط.وفي هذه الآية الكريمة : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ..} ، يؤكد الله عزوجل صلاته على نبيه.. ونلاحظ أنه يعبر عن الصلاة بفعل مضارع ، مما يعني أن الله عزوجل في صلاة مستمرة على حبيبه المصطفى (ص).. ثم إنه تعالى أمرنا بالاستنان بهذه السنة : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا..}.. غير أننا لا نعلم ماهية هذه الصلوات ، ولكنها قطعاً ليست كصلواتنا ، ألفاظاً نتمتمها على الألسن ؛ إذ إن هنالك مباركة من قبل الله عزوجل على النبي (ص) وآله ، ومن مصاديق هذه المباركة :* أن خلد ذكره وقرن اسمه باسمه تعالى في الأذان والإقامة والتشهد.* أن جعل الشهادة بنبوته جزءاً أساسياً للدخول في الإسلام.. فمن تشهد بالتوحيد ، ولم يتشهد بنبوة النبي المصطفى (ص) ؛ لم يدخل دائرة الإسلام.* أن نكون كما يحب الله ورسوله ؛ بأن نكون زيناً لهم ، ولا نكون شيناً عليهم.. فلو أن أحدنا ذهب إلى وسط لا يعترف بالإسلام وبنبوة النبي المصطفى (ص) ، فكان بسلوكه وبتعامله زيناً لهم ؛ فإنه يعطي صورة ناصعة للإسلام المحمدي الأصيل.فإذن، إن طلب الصلاة على النبي وآله ، وطلب رفع الدرجات له ولآله ، دعاء مستجاب قطعاً ؛ لأن الله عزوجل أمرنا بذلك.. فلو قدمنا هذه الصلوات عند الدعاء لأنفسنا ، فإن رب العالمين سينظر لنا بعين اللطف والرحمة.– (وَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي..).. إن المؤمن إنسان يهمه أمر الدنيا ، فمن لا معاش له لا معاد له.. ومما ورد أن سلمان المحمدي كان يؤمن قوت سنته ؛ وكان يقول (رض) : إنّ النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه ، فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت. والذي لا يفكر في أمر دنياه إنسان فاقد للمزرعة ، فالدنيا مزرعة الآخرة.. ومن هنا فليس من المانع أبداً في مظان الإجابة أن نطلب من الله أن يهيئ أمورنا الدنيوية ، كما ورد في قوله تعالى :{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.. وفي هذا الحديث القدسي : (يا موسى !.. سلني كلّ ما تحتاج إليه حتّى علف شاتك ، وملح عجينك )..وقد كان أمير المؤمنين (ع) من أوائل المزارعين في المدينة ، فكم من النخيل التي غرسها ، والأنهار التي فجرها بساعده وتعبه وعرق جبينه.. وكذلك ما روي عن الإمام الصادق أو الباقر بأنه شوهد يتصبب عرقاً في مزرعة ولامه أحدهم على ذلك ، غير أنه (ع) كان يفتخر بما هو فيه.. وأما النبي المصطفى (ص) فقد قبل يد ذلك العامل عندما رأى آثار التعب والجهد على يده..فإذن ، المؤمن في دعائه في جوف الليل في ساعة السحر يطلب من الله عزوجل أن يكفيه أمر الدنيا والآخرة ، ذلك الرزق النموذجي الذي ينطبق عليه عنوان الكفاف ، لأن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى.نعوذ بالله عزوجل مما يلهينا عن ذكره وطاعته !..
يتبع


من مواضيع صدى المهدي » لماذا رحمة الله قريب وليس قريبة؟
» مصائد الشيطان وشباكه
» طريقة عمل اللازانيا باللحم وصوص البشاميل
» تأويلُ الدعاء الذي يُقرأ في التعقيبات وهو: "ما تردَّدتُ في شيءٍ أنا فاعلُه...
» كيف نفهم الكتاب ولا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم؟ وكيف هو آيات بيّنات؟
رد مع اقتباس
قديم 04-04-2022, 05:19 PM   رقم المشاركة : 15
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي

الحلقة الخامسة عشر

استحضار الماضي




إن الإمام (ع) في مناجاته لربه في جوف الليل يقارن بين حالة السلب في الماضي الذي كان فيه وبين وحالة الإيجاب في الحاضر فيقول (ع) :– (أَنَا الصَّغِيرُ الَّذِي رَبَّيْتَهُ..).. أي أنني كنت صغيراً فربيتني.. ومن المعلوم ما في صغر الإنسان من عناصر الضعف والمسكنة والحاجة إلى أبسط الأمور.. حتى قيل بأن أضعف المخلوقات عند الولادة هو بني آدم ، إذ أن الحيوان عندما يولد ، له ما يقّوم حركته ، ولكن الموجود الذي يحتاج إلى كل صغيرة وكبيرة هو بني آدم.– (وَأَنَا الْجَاهِلُ الَّذِي عَلَّمْتَهُ..).. سبحانه وتعالى أخرجنا من بطون أمهاتنا ونحن لا نعلم شيئاً ، وشق لنا السمع والبصر والفؤاد ، وإذا بأحدنا يصل إلى فهم ملكوت السماوات والأرض !..– (وَأَنَا الْوَضِيعُ الَّذِي رَفَعْتَهُ..).. إن الإنسان في مرحلة من مراحل عمره ، قد يعيش حالة من حالات الذلة أمام الخلق ، سواء بحق أو بغير حق.. ولكن الله عزوجل يرفع ذكر المؤمن بين عباده الصالحين ، فهذه سنته تعالى.. ومن أتم المصاديق لذلك ، أنه رفع ذكره حبيبه المصطفى (ص) ، وإذا بيتيم مكة الذي لا ناصر له ، يصل إلى درجة يسمع ذكره مع ذكر الله تعالى في اليوم على المنابر عدد من المرات.– (وَأَنَا الْخَائِفُ الَّذِي آمَنْتَهُ، وَالْجَائِعُ الَّذِي أَشْبَعْتَهُ، وَالْعَطْشَانُ الَّذِي أَرْوَيْتَهُ، وَالْعَارِي الَّذِي كَسَوْتَهُ، وَالْفَقِيرُ الَّذِي أَغْنَيْتَهُ، وَالضَّعِيفُ الَّذِي قَوَّيْتَهُ، وَالذَّلِيلُ الَّذِي أَعْزَزْتَهُ، وَالسَّقِيمُ الَّذِي شَفَيْتَهُ، وَالسَّائِلُ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ، وَالْمُذْنِبُ الَّذِي سَتَرْتَهُ، وَالْخَاطِئُ الَّذِي أَقَلْتَهُ، وَأَنَا الْقَلِيلُ الَّذِي كَثَّرْتَهُ، وَالْمُسْتَضْعَفُ الَّذِي نَصَرْتَهُ..).. نلاحظ أن الإمام (ع) يتأسى بجده الأكبر إبراهيم الخليل (ع) الذي ينسب كل هذه البركات إلى الله عزوجل : {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ }..فإذن، هذه الحالة من المقايسة بين المراحل السابقة من حياة الإنسان وبين المرحلة الفعلية، من موجبات الشكورية والإحساس بمنة الله عزوجل ، ومما سيورثه قطعاً حالة الاستحياء من الله عزوجل ، إلى درجة يذهل عن شكر أي نعمة من هذه النعم ، فحتى الشكر الذي هو نعمة فهو يحتاج إلى شكر آخر ، لأن الله عزوجل وفقه لهذا الشكر ، وألهمه الشكر ، وأنطق لسانه بالشكر..أضف إلى أن استحضار هذا الماضي ، الذي فيه الضعف والضلالة والعطشى والعرى، من موجبات رفع حالة العجب في الإنسان ، ذلك العجب الذي إذا دخل عمل عبد أفسده كما يفسد الخل العسل.– (وَأَنَا الطَّرِيدُ الَّذِي آوَيْتَهُ..).. الإمام (ع) يشبه نفسه بعبد آبق.. ومن المعلوم أن العبد الآبق عادة – في الأزمنة القديمة- كان سبيله الوحيد عندما يذنب ، أن يهرب من مولاه ، ويسيح في الأرض.. ورب العالمين هو مأوى وملجأ كل عباده المذنبين ، فهو تعالى عندما يقبل توبتهم ويأخذ بيدهم ، فقد آواهم.. سبحانه من رب غفور رحيم !.. وهو القائل تعالى : {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.. (التواب) : صيغة مبالغة أي هو كثير التوبة.. فلأنه يعصي كثيراً ، فيتوب كثيراً .. ومن هنا فرب العالمين يحبه من بين عباده.. ولقد علمنا أن أنين المذنبين أحب إلى الله من تسبيح المسبحين.

المصدر شبكة السراج ف الطريق الى الله
شرح سماحة الشيخ حبيب الكاظمي


من مواضيع صدى المهدي » لماذا رحمة الله قريب وليس قريبة؟
» مصائد الشيطان وشباكه
» طريقة عمل اللازانيا باللحم وصوص البشاميل
» تأويلُ الدعاء الذي يُقرأ في التعقيبات وهو: "ما تردَّدتُ في شيءٍ أنا فاعلُه...
» كيف نفهم الكتاب ولا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم؟ وكيف هو آيات بيّنات؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الثمالي, حمزة, دعاء

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سجل بحضورك دعاء أبي حمزة الثمالي عن زين العابدين عليه الصلاة والسلام محب الكاظم* قسم الادعيه والزيارات والأذكار 23 19-11-2013 10:14 PM
من هو ابي حمزة الثمالي الظهور قسم الشخصيات اللامعه 9 29-06-2013 11:41 PM
دعاء أبي حمزة الثمالي | بصوت القارئ صادق زعيتر محب الرسول احباب الحسين للمرئيات والصوتيات الاسلاميه 3 27-05-2013 11:55 PM
نبذه عن ابو حمزة الثمالي وسام البابلي قسم الشخصيات اللامعه 3 24-06-2010 02:03 PM
دعاء ابي حمزة الثمالي بصوت الشيخ عبدالرضا معاش أم خولة احباب الحسين للمرئيات والصوتيات الاسلاميه 6 28-07-2009 06:27 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين