شرح دعاء ( يا إلهي؛ أيُّ الحالَيْنِ أحَقُّ بِالشُكْرِ لَكَ؟

قسم الادعيه والزيارات والأذكار


إضافة رد
قديم 03-12-2022, 07:44 AM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

 
الصورة الرمزية صدى المهدي

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
صدى المهدي غير متواجد حالياً

المنتدى : قسم الادعيه والزيارات والأذكار
افتراضي شرح دعاء ( يا إلهي؛ أيُّ الحالَيْنِ أحَقُّ بِالشُكْرِ لَكَ؟



من كتاب - شرح الصحيفة السجادية

السيد الشيرازي قدس سره
دعاء الامام السجاد(عليه السلام) إذا مرض أو نزل به كرب أو بلية اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى ما لَمْ أزَلْ أتَصَرَّفُ فيهِ مِنْ سَلامَةِ بَدَني؛ وَلَكَ الحَمْدُ عَلى ما أحْدَثتَ بي مِنْ عِلَّةٍ في جَسَدي، فَما أدْري؛ يا إلهي؛ أيُّ الحالَيْنِ أحَقُّ بِالشُكْرِ لَكَ؟ وَأيُّ الوَقْتَيْنِ أوْلى بِالحَمْدِ لَكَ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدعاء الخامس عشر
الشرح
(اللهمّ لك الحمد على ما لم أزل أتصرف فيه من سلامة بدني) [من] بيان [ما] أي: لك الحمد على سلامة بدني التي أتصرف بهذه السلامة بجميع أنحاء التصرفات: من الحركة والسكون والإقامة والسفر وغيرها (ولك الحمد على ما أحدثت بي من علة في جسدي) فإن المرض أيضاً يوجب الحمد لأنه موجب لتطهير الذنوب ورفع الدرجات (فما أدري يا إلهي أي الحالين أحق بالشكر لك) حالة الصحة أم حالة المرض (وأي الوقتين أولى بالحمد لك) هذا إذا لم تكن الصحة استدراجاً والمرض إيصالاً لعقاب الدنيا بعقاب الآخرة كما هو واضح فيما يأتي من كلام الإمام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوَقْتُ الصِحَّةِ الَّتي هَنَّأتَني فيها طَيِّباتِ رِزْقِكَ، وَنَشَّطْتَني بِها لابْتِغآءِ مَرْضاتِكَ وَفَضْلِكَ، وَقَوَّيْتَني مَعَها عَلى ما وَفَّقْتَني لَهُ مِنْ طاعَتِكَ؟، أمْ وَقْتُ العِلَّةِ الَّتي مَحَّصْتَني بِها، وَالنِّعَمِ الَّتي أتْحَفْتَني بِها؛ تَخْفيفاً لِما ثَقُلَ بِهِ عَلَيَّ ظَهْري مِنَ ألْخَطيئاتِ، وَتَطْهيراً لِما انْغَمَسْتُ فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ؛ وَتَنْبيهاً لِتَناوُلِ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(عليه السلام) (أوقت) الهمزة للاستفهام، أي: هل الأولى بالحمد وقت (الصحة التي هنأتني فيها طيبات رزقك) بأن صارت لي هنيئة موجبة للالتذاذ (ونشطتني بها) أي: بسبب الصحة (لابتغاء مرضاتك) أي: لطلبها فإن الإنسان في حالة الصحة يعبد الله ويقيم بأوامره (وفضلك) فإن الاكتساب والاتجار إنما يكون في حالة الصحة (وقويتني معها) أي: مع الصحة (على ما وفقتني له من طاعتك) فإن الطاعة تحتاج إلى الصحة والتوفيق معاً (أم وقت العلة التي محصتني بها) أي: خلصتني وامتحنتني بسبب تلك العلة (والنعم التي أتحفتني بها) فإن المرض مقارن لنعم شتى من انقطاع الإنسان إلى الله تعالى، وترضيته لأرحامه الذين قطعهم، وإصلاحه لأمره، وما أشبه ذلك (تخفيفاً لما ثقل به عليَّ ظهري) [ظهري] بدل من [عليّ] بدل الاشتمال، أو باعتبار أن الذنوب أثقلت الظهر صار الظهر ثقيلاً على الإنسان (من الخطيئات) أي: إن الثقل من جهتها (وتطهيراً لما انغمست) الانغماس في الماء الارتماس فيه إلى الرأس (فيه من السيئات) فإن المرض يطهّر الإنسان منها (وتنبيهاً) لي (لتناول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التَّوْبَةِ؛ وَتَذْكيراً لَمَحْوِ الحَوْبَةِ بِقَديمِ النِّعْمَةِ؟؛ وَفي خِلال ذلِكَ ما كَتَبَ لِيَ الكاتِبانِ مِنْ زَكِيِّ الأعْمالِ؛ ما لا قَلْبٌ فَكَّرَ فيهِ وَلا لِسانٌ نَطَقَ بِهِ؛ وَلا جارِحَةٌ تَكَلَّفَتْهُ؛ بَلْ إفْضالاً مِنْكَ عَلَيَّ؛ وَإحْساناً مِنْ صَنيعِكَ إلَيَّ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَحَبِّبْ إليَّ ما رَضيتَ لي؛ وَيَسِّرْ لي ما أحْلَلْتَ بي وَطَهِّرْني مِنْ دَنَسِ ما أسْلَفْتُ؛
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوبة) أي: تعاطيها بأن أتوب (وتذكيراً لمحو الحوبة) الحوبة الإثم أي: أتذكر في حالة مرضي، فأمحو آثامي (بقديم النعمة) أي: الإثم بكفراني نعمك القديمة عليّ (وفي خلال ذلك) أي: حين المرض، والجار متعلق بـ[ما] فيما بعد، وهو عطف على [كتب] (ما كتب لي الكاتبان) أي: أم وقت العلة وما كتبه كاتباي خلال ذلك (من زكيِّ الأعمال) أي: الأعمال الزكية الطاهرة، فإن من نعم الله على الإنسان المريض، انه يأمن كاتبيه ان يكتبا له أعماله الصالحة التي كان يعملها حال صحته من (ما لا قلب فكر فيه ولا لسان نطق به ولا جارحة) أي: عضو (تكلفته) أي أتت به مع المشقة، وإنما كتبت تلك الأعمال الصالحة لي (إفضالاً منك علي) أي تفضلت بها تفضلاً (وإحساناً من صنيعك إليّ) الصنيعة: الصنع الجميل، أي: من جملة صنيعك إلي هو ذلك.
(اللهم فصلِّ على محمد وآله وحبب إليّ ما رضيت لي) بأن أرضى بالقضاء والقدر (ويسِّر لي ما أحللت بي) من المرض ونحوه حتى لا يشق عليّ تحمله (وطهّرني من دنس) أي: قذارة (ما أسلفت) أي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَامْحُ عَنِّي شَرَّ ما قَدَّمْتُ، وَأوْجِدْني حَلاوَةَ العافِيَةِ؛ وَأذِقْني بَرْدَ السَّلامَةِ، وَاجْعَلْ مَخْرَجي عَنْ عِلَّتي إلى عَفْوِكَ؛ وَمُتَحَوَّلي عَنْ صَرْعَتي إلى تَجاوُزِكَ، وَخَلاصي مِنْ كَرْبي إلى رَوْحِكَ؛ وَسَلامَتي مِنْ هَذِهِ الشِّدَّةِ إلى فَرَجِكَ؛ إنَّكَ المُتَفَضِّلُ بِالإحْسانِ، المُتَطَوِّلُ بِالامْتِنانِ؛ الوَهّابُ الكَريمُ ذُو الجَلالِ والإكْرامِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما سبق مني من الذنوب (وامح عني شر ما قدمت) أي: عملته سابقاً من العصيان (وأوجدني حلاوة العافية) أي: اصح جسمي حتى أجد حلاوة الصحة (وأذقني برد السلامة) فإن المرض يوجد في الإنسان الحرارة (واجعل مخرجي عن علتي إلى عفوك) بأن أخرج من المرض ومن الإثم فأكون داخلاً في عفوك (ومتحولي) أي: محل تحولي وانتقالي (عن صرعتي) أي: وقوعي، والمراد إما الوقوع في المرض أو الوقوع في الإثم (إلى تجاوزك) وصفحك عن آثامي (وخلاصي من كربي) أي: كرب المرض (إلى روحك) أي سعة رحمتك الموجبة لانطلاق النفس (وسلامتي من هذه الشدة) المرَضية (إلى فرجك) من الضيق والشدة (إنك) يا رب (المتفضل بالإحسان) أي: تحسن تفضلاً لا باستحقاق مني (المتطول) : المتفضل (بالامتنان) أي: بما يوجب المنة، إذ ليس جزاءً حتى يكون بعوض، بل مجاناً (الوهاب الكريم ذو الجلال) فإنك أجل وأرفع من النقائص (والإكرام) فإنك تكرم الناس، أو أن الناس يكرّمونك.
[1] ـ سورة النمل، آية: 62.
[2] ـ سورة الشعراء، آية: 227.
[3] ـ سورة البقرة، آية: 216.












عرض البوم صور صدى المهدي   رد مع اقتباس
قديم 06-12-2022, 06:04 PM   المشاركة رقم: 2
معلومات العضو
Wedad

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
Wedad غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : صدى المهدي المنتدى : قسم الادعيه والزيارات والأذكار
افتراضي

جزاك الله خير












عرض البوم صور Wedad   رد مع اقتباس
قديم 07-12-2022, 03:44 PM   المشاركة رقم: 3
معلومات العضو
خادمة فضه
 
الصورة الرمزية خادمة فضه

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
خادمة فضه غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : صدى المهدي المنتدى : قسم الادعيه والزيارات والأذكار
افتراضي

جزاكم الله خير الجزاء












توقيع : خادمة فضه

عرض البوم صور خادمة فضه   رد مع اقتباس
قديم 31-07-2023, 08:05 AM   المشاركة رقم: 4
معلومات العضو
صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

 
الصورة الرمزية صدى المهدي

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
صدى المهدي غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : صدى المهدي المنتدى : قسم الادعيه والزيارات والأذكار
افتراضي


شكرا لكم كثيرا

مأجورين












عرض البوم صور صدى المهدي   رد مع اقتباس
إضافة رد


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيُّ حزنٍ ، أيُّ كربٍ في السّماءِ برض صدر قد علت عليه بنات اعوجاا الـدمـع حـبـر العـيـون منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 9 24-06-2013 06:30 PM
هل تدري أيُّ عيشٍ أهنئ و أيُّ حياةٍ أبقى ؟ دمعة الكرار منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) 13 30-06-2012 12:33 AM
{يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} دمعة الكرار قسم القرآن الكريم 4 16-03-2012 05:05 PM
إلهي !.. إلهي !.. ما أعظمك !.. إشـــتياق الإنـــتظار المنتدى الاسلامي العام 5 04-05-2010 05:07 PM
[ دعاء يومي ] إلهي عظم البلاء وبرح الخفاء وانكشف الغطاء عاشقة الابتسامه قسم الادعيه والزيارات والأذكار 4 05-10-2009 08:49 PM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين