خاب الوافدون على غيرك وخسر المتعرضون إلا لك، وضاع الملمون إلا بك وأجدب المنتجعون إلا من انتجع فضلك.
يتوجه أصحاب الحوائج إلى الملوك والحكام وأصحاب الجاه والثروة،ويفدون عليهم،يقصدونهم،وينزلون بأبوابهم،وأنت وحدك الذي ينبغي الوفود عليه،لأن من وفد إلى غيرك لايحصد إلا الفشل والخيبة،ومن تعرض لغيرك بطلب حاجة لايعود إلا بالخسارة،ومن ألمَّ بغيرك و نزل به،فقد ضاع،ومن طلب النجعة كما يطلب الراعي المرعى،والعطشان الماء،والمحتاج العطاء والرخاء فلن يجد إلا الجدب، إلا إذا طلب ذلك منك،وانتجع فضلك.
بابك مفتوح للراغبين
لا يوصد هذا الباب،
أنت قلت: ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا..
للعطاء مراتب:أن تعطي من يطلب،وأن تعطي من لايطلب،وأن تعطي من يعاديك
والطالبون والسائلون: من القسم الأول،والآملون: يشمل الجميع،وأوضح مصاديق الجود،الثالث.
وما أكثر الآباء الذين لايعطون أبناءهم لأنهم يعصونهم،إلا أن كرم الله تعالى وعطاءه لايعرفان هذه الحدود فهو يرزق العاصي ويرزق المطيع ،ومن الرزاق غيره؟
وحلمك معترض لمن ناواك عادتك الإحسان الى المسيئين وسبيلك الإبقاء على المعتدين
جميل هو الحلم عن الموالين والأتباع،ولكن الحلم عن المعادين والمناوئين أجمل،وبديع هو الإحسان إلى المحسنين،إلا أن الإحسان إلى المسيئين من القطع النادر،وللإبقاء على العصاة روعته،إلا أن لحديث الإبقاء على المعتدين فرادته.
هل رأى الإنسان في رحلته على وجه الأرض التعامل بهذا الإحسان إلا من الله عز وجل،وأوليائه.
كم نسيء اليه؟وكم نتمرد عليه و نتجرأ ،ونصر على التمرد والعصيان،مع قيام الحجة،مما يجعلنا معتدين عن سابق عمد وإصرار،إالا أنه يلاحقنا بالإحسان، ويغمرنا باللطف والحنان،يبقي باب استصلاحنا مفتوحاً،مهما أقمنا السدود بيننا وبنه،ونظل نحن المعتدين ننتسب إليه فهو ربنا ولارب لناغيره، ويظل يريدنا أن نثوب إلى رشدنا،ونعود إليه،ولذلك يبقي علين
ا
اللهم فاهدني هدى المهتدين وارزقني اجتهاد المجتهدين
قوِّعلى خدمتك جوارحي واشدد على العزيمة جوانحي وارزقني اجتهاد المجتهدين ولا تجعلني من الغافلين المبعدين.
لو كنا نعلم مرارة الغفلة عن الله عز وجل لأقضت غفلتنا المضاجع،وأسهرت المحاجر،وأظمأت الهواجر،ويكفي أن ندرك أن الله نور السموات والأرض،وأن كل غفلة عنه ظلام،وبمقدار ماتزداد الغفلة يتكثف الظلام ويشتد.
المواضيع المتشابهه
شرح دعاء ” خاب الوافدون على غيرك”
العرض العادي
