العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام > قسم القرآن الكريم
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


العُجب رؤية قرآنية (9)

قسم القرآن الكريم


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-04-2021, 10:52 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

سيد فاضل

الصورة الرمزية سيد فاضل


الملف الشخصي









سيد فاضل غير متواجد حالياً


افتراضي العُجب رؤية قرآنية (9)

العُجب رؤية قرآنية (9)؛ بقلم الشيخ محمد مهدي الآصفي

شفقنا العراق-الفصل الأخير من مأساة “الأنا” في هذا الحوار، إن الإنسان عندما يسترسل في الطغيان، يتحوّل عنده بالتدريج الشعور بالفقر إلى الله إلى إحساس بالاستحقاق على الله: (ولئن رُددتُ إلى ربّي لأجدنّ خيراً منها منقلباً)، فهو يفترض أنه في الآخرة ـ لو قامت الساعة ـ لا يقلّ مالاً وولداً عنه في هذه الدنيا، بل يجد فيها خيراً مما يملك في الدنيا منقلباً.

وليس يطلب ذلك من الله تعالى ولا يرجوه، ولا يسعى لتحصله سعياً في الدنيا، وإنما يفترض أنه يستحق ذلك على الله استحقاقاً.

ولا يخفى في نفس الوقت شكّه في أن تقوم الساعة: (ولئن رُددت إلى ربّي) وينتهي هذا الطرف من الحوار هنا، ويبدأ ذكر الطرف الآخر من الحوار، وهو نموذج آخر من الشخصية يختلف عن النموذج الأوّل في مكوناته ومنطلقاته. فلنتأمل في هذا الشطر الآخر من الحوار:

(قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّيك رجلاً)؟

وهذه أبرز نطقة تلفت النظر في هذا الحوار: فلم يسبق من صاحب الجنتين إنكار لله تعالى بالصراحة، عدا ما سبق منه من التشكيك في أن تقوم الساعة. فما مصدر هذه النسبة التي ينسبها إليه صاحبه المؤمن الذي يحاوره. إن هذا الكفر هو كفر بالله تعالى في مقام التعامل، يستبطنه الموقف العملي لصاحب الجنتين وطريقة تعامله مع نِعم الله تعالى.

إلا أن صاحب الجنتين يحاول أن يتكتم عليه ويخفيه ويحاول صاحبه المؤمن الذي يحاوره أن يجابهه به علانية، ويقرعه به ليردعه عنه.

وهذه هي الحقيقة التي أكدناها من قبل، فإن في كل بروز للأنا إختفاء للتوحيد في علاقة الإنسان بالله، والمرحلة الأولى منه الشرك والمرحلة الأخيرة الكفر.

ولنتأمّل في البقية من هذا الحوار:

(لكنّا هُوَ اللهُ رَبّي ولا أُشركُ برَبّي أحداً، ولو لا إذ دخَلتَ جَنّتَكَ قُلتَ مَا شاءَ الله لا قوةَ إلاّ باللهِ إن ترَنِ أنا أقَل مِنكَ مالاً وولداً، فَعَسَى ربي أن يُوتِيَنِ خَيراً من جَنَّتِكَ) وهذا شطر آخر من الخلاف في طريقة التعامل مع الأنا من هذين النموذجين من الشخصية، فإذا كان “الأنا” أبرز شيء في كلام المحاور الأوّل، فإن “الأنا” هنا يختفي، ويبرز التوحيد بشكل بارز: (لكنّا هو الله ربّي).

والفرق بين “الأنا” في كلام هذا وذاك هو مفتاح فهم كلّ من هاتين الشخصيتين وأساس الفرق بينهما: (أنا أكثر منك مالاً وأعزّ نفراً)، (لكنّا هو الله ربّي) وإذا كان المحاور الأوّل ربط النعمة مباشرة بنفسه، وكأنه وليّها ومالكها الحقيقي نجد أن المحاور المؤمن يربط هذه النعمة بمشيئة الله وقوّته: (ولولا إذ دخلت جنّتك قلت ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله).

وإذا كان أمل المحاور الأوّل وثقته فيما يفني ويبيد من متاع الدنيا، فإن ثقة المحاور المؤمن فيما يبقى ولا يزول من الأمل برحمة الله: (فعسى ربّي أن يؤتين خيراً من جنّتك).

بقلم الشيخ محمد مهدي الآصفي

يتبع…


التوقيع :
من مواضيع سيد فاضل » ان الميت ليفرح
» المرتد سلمان رشدي يتعرض للطعن في نيويورك
» عزاء ركضة طويريج.. كيف نشأ ولماذا منع؟!
» مسجد الحنانة.. موضع رأس الإمام الحسين عليه السلام
» مختارات من رثاء لقتيل كربلاء الامام الحسين (عليه السلام) 2
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
العُجب, رؤية, قرآنية

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العُجب رؤية قرآنية (8) سيد فاضل قسم القرآن الكريم 4 23-04-2021 03:46 PM
العُجب رؤية قرآنية (7) سيد فاضل قسم القرآن الكريم 4 19-04-2021 11:36 AM
العُجب رؤية قرآنية (6) سيد فاضل قسم القرآن الكريم 2 17-04-2021 01:11 AM
العُجب رؤية قرآنية (5) سيد فاضل قسم القرآن الكريم 2 14-04-2021 10:54 PM
العُجب رؤية قرآنية محب الرسول قسم القرآن الكريم 4 07-03-2013 07:03 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين