وتعريف الذنب: هو ترك ما أمر الله به أو فعل ما نهى الله عنه فعلاً أو قولاً بقصد وارادة وعلم واختيار. وينقسم الذنب الى قسمين:
الأول: الذنب أو المعصية الكبيرة.
الثاني: الذنب أو المعصية الصغيرة أو «اللمم» أو «السيئة».
قال تعالى ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ) النساء / 31 وقال ( ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ) الكهف / 49 وقال ( الذين يجتنبون كبائر الأثم والفواحش إلا اللمم ) النجم / 31.
وقد ذكرت عدة اراء في التفريق بين الكبيرة والصغيرة نذكر منها:
أولاً: ـ الكبيرة كل ما أوعد الله عليه في الاخرة عقاباً ووضع له في الدنيا حداً، والصغيرة ما لم تكن كذلك.
عن الباقر(عليه السلام) وقد سئل عن الكبائر فقال «كل شيء أوعد الله عليه النار».
ثانياً: إرتكاب واحدة من المعاصي المنهي عنها في الدين إن أتى بها عناداً واعتداءاً فهي كبيرة والا فهي صغيرة بشرط اجتناب العناد والاعتداء.
ثالثاً: إن المعاصي بقياس بعضها الى بعض كقتل النفس المحرمة ظلماً بالقياس الى النظرة الى الاجنبية، وشرب الخمر بالاستحلال بالقياس الى شربها بهوى النفس بعضها كبيرة وبعضها صغيرة.
¡ وقد تنقلب الصغيرة الى كبيرة: وذلك في عدة موارد نذكر منها:
1 ـ إذا تكررت الصغيرة، عن الرسول «لا صغيرة مع الأصرار».
2 ـ إذا إستصغر صاحب الذنب معصية عن الأمام علي «أشد الذنوب ما استهان به صاحبه».
3 ـ إذا إرتكبها صاحبها عن عناد وتمرد على أمر الله تعالى.
4 ـ إذا صدرت المعصية ممن لهم مكانة إجتماعية خاصة بين الناس.
5 ـ أن يفرح مرتكب الصغيرة بما إرتكبه ويفتخر بذلك، فقد روي عن الأمام علي(عليه السلام) «حلاوة المعصية يفسدها أليم العقوبة»
أسباب ارتكاب الذنوب: لأرتكاب الذنوب عدة اسباب نذكر منها:
أ ـ الانحراف النفسي: بمعنى فساد تفكير الأنسان وفطرته بسبب فساد الأسرة والوسط الأجتماعي، فقد ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) «كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه وينصرانه».
ب ـ الجهل ـ بالذنوب والاثار المترتبة عليها. عن الامام علي(عليه السلام): «الناس اعداء ما جهلوا».
ج ـ غياب تطبيق العقوبات الألهية: ومن المعلوم أن (من أَمِنَ العقوبة اساء الأدب).
د ـ عدم القيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر،
يقول الأمام علي(عليه السلام): «لتأمرن بالمعروف ولتنهنَّ عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم».
1 ـ الآثار الشرعية: ونعني بها الأمور الأعتبارية التي يرتبهاالشارع المقدس على الذنب كاستحقاق العقوبة وسقوط العدالة ووجوب التوبة عليه.
2 ـ الآثار الطبيعية أي التي تترتب طبيعياً على الذنب والتي يعبر عنها
بالمفاسد، وفيما يأتي نورد طائفة منها:
أ ـ سخط الله تعالى والتعرض لعقوباته في الدنيا والآخرة: عن الامام علي(عليه السلام): «عجبت لاقوام يحتمون الطعام مخافة الاذى كيف لا يحتمون الذنوب مخافة النار».
ب ـ عدم استجابة الدعاء: عن الصادق(عليه السلام): «الذنوب التي ترد الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين».
ج ـ الحرمان من العمل الصالح، عن الصادق «ان الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل».
د ـ إحباط الاعمال الصالحة عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) «من إغتاب مسلماً في شهر رمضان لم يؤجر على صيامه».
هـ ـ تلوث النفس وصدأ القلب وقساوته: قال تعالى ( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) المطففين / 14. عن الامام علي(عليه السلام) «ما جفَّت الدموع الالقسوة القلوب وما قست القلوب الا لكثرة الذنوب».
و ـ نقصان الخيرات: عن الصادق(عليه السلام) «ان المؤمن ليأتي الذنب فيحرم به الرزق».
ز ـ قلة العمر: عن الصادق(عليه السلام) «من يموت بالذنوب اكثر ممن يموت بالآجال».
ح ـ انتشارالفساد: قال تعالى ( ظهر الفساد في البرِّ والبحر بما كسبت ايدي
الناس ) الروم / 41.
ط ـ الذلة والهوان: عن الامام علي(عليه السلام) (من تلذذ بمعاصي الله اورثه الله ذلاً).
ى ـ نسيان العلم عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) «ان العبد ليذنب الذنب فينسى به العلم».
كيف نقف من المذنب: ـ علنيا ان نسلك اسلوب الحكمة في معالجة الذنوب وذلك من خلال تشخيص دوافع الذنب المرتكب، وبعد ذلك نساعد المذنب على الابتعاد عن اقتراف الذنوب بمانراه مناسباً من اساليب الترهيب والترغيب فلا نستصغر منه الذنب ولا نستثقله حتى يكون المذنب بين الخوف والرجاء، اما في حالة التمادي بارتكاب الذنوب فعلينا ان نتدرج معه في اساليب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومع عدم الجدوى فإلى المحاكم الاسلامية ان وجدت.
أولاً: تقوية الايمان بالله تعالى بمعرفته والألتزام بأحكامه.
ثانياً: المعرفة الواعية بالذنوب وآثارها.
ثالثاً: الالتزام بمبدأ المحاسبة للذات بين الفترة والأخرى.
رابعاً: ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الآخرين.
خامساً: تطبيق العقوبات الاسلامية من قبل الدولة الاسلامية ان وجدت.
ب ـ الطريق العلاجي: ويشمل:
أولاً: التوبة من الكبائر وعدم الاصرار على الصغائر: عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار».
ثانياً: القيام بالاعمال الصالحة: عن الامام علي(عليه السلام) «من كفارات الذنوب العظام اغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب».
ثالثاً: شفاعة النبي أو أهل البيت أو المؤمنين في الآخرة عن الرسول «إنّما شفاعتي لأهل الكبار من أمتي»وقوله «ثلاثة يشفعون الى الله عز وجل فيشفعون الأنبياء والعلماء والشهداء».
رابعاً: الصبر عندالأبتلاءات بما يرضي الله تعالى، فعن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) «ما أصاب المؤمن من نصب ولا وصب ولا حزن حتى الهم يهمه إلاّ كفر الله به عن سيئاته».
أ ـ قال تعالى ( ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )النساء / 48.
ب ـ وعن الأمام علي(عليه السلام): إن الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه، أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه في الدنيا فالله أحكم وأكرم أن يعاقب عبده مرتين، وأما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض، وأما الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده ورزقه التوبة فأصبح خاشعاً من ذنبه راجياً لربه فنحن له كما هو لنفسه
المواضيع المتشابهه
الذنوب الاسباب و الآثارالمترتبة عليها
العرض العادي
