لم تزالي في نذور الأمهاتْ *** جوهرَ اليُمْنِ وسرَّ البركاتْ
واسمك الخالد في أفواهنا *** لم نزل نحرسهُ بالقُبُلاتْ
كلّما نُودِيَ: يا فاطمةٌ *** هَرْوَلَتْ أرواحنا بالصلواتْ
قد حفظناك تفاصيلَ كما *** تحفظ الأختامُ سرَّ البصماتْ
يا فتاة الوحي، يا أم الهدى *** يا هدى الأم، ويا وحيَ الفتاةْ
أوقفَتْتني دارك العظمى على *** طيفها وسط زُقاقِ الذكرياتْ
لم تكن داراً كما نعرفها *** إنما عاصمةً للمعجزاتْ
كفّ طه نقشةٌ في بابها *** وخُطاهُ زينةُ في العتباتْ
و عليٌّ في مداها خافقٌ *** مُرهفٌ حدّ الندى والنسماتْ
حدثينا عن لياليك بها *** ودعينا من أحاديث الرواةْ
يا ترى كنتِ تديرين الرحى *** أم تديرين بيمناك الحياةْ
هل غزلتِ الصوفَ في مغزلِهِ *** أم غزلْتِ الحب بين الكائناتْ
كل من حولك قد ربّيتِهم *** ثم ربّوا بك أجيالاً تُقاةْ
كنتِ أمّاً لهُمُ واحدةً *** وتوزّعْتِ علينا أمّهاتْ