وفاة الشاعر مظفر النواب.. تعزيات رسمية واستذكار لمواقفه الوجدانية ونتاجه الزاخر
شفقنا العراق ـــ أعلنت وزارة الثقافة وفاة الشاعر مظفر النواب، اليوم الجمعة (20 أيار 2022)، في الإمارات، في حين توالت التعزيات الرسمية مستذكرة المواقف الوجدانية للشاعر الراحل ونتاجه الشعري العذب والزاخر.
وقال مدير عام دائرة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة عارف الساعدي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن الشاعر مظفر النواب “توفي في مستشفى الشارقة التعليمي بالإمارات”.
وإثر إعلان النبأ، أعرب رئيس الجمهورية برهم صالح، عن تعازيه بوفاة الشاعر مظفر النواب لأسرته وقرائه.
وقال صالح في تغريدة، اطلع عليها (شفقنا العراق)، “يبقى حيّاً في ذاكرة الشعب مَن زرع مواقفه السياسية والوجدانية بشكل صادق، ولهذا فإن الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب لا يمضي إلى العدم، فهو حيّ في ذهن كل مَن ترنم بقصائده الخالدات”.
بدوره قدم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي التعازي برحيل الشاعر النواب.
وقال الكاظمي في تغريدة، تابعها (شفقنا العراق)، “الراحل الكبير مظفر النواب، العراق الذي طالما تغنّيت باسمه أينما حللت، وأفنيت عمرك لإعلاء مكانته، يكتسيه الحزن وهو يودّعك الى مثواك الأخير مُثقلاً بأسى خسارة ابنٍ بار ومبدعٍ لا يتكرر”.
هذا ووجه الكاظمي، بنقل جثمان الشاعر النواب بطائرة رئاسية إلى أرض الوطن.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي للكاظمي، أن “رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، وجّه بنقل جثمان شاعر العراق الكبير مظفر النوّاب بالطائرة الرئاسية، ليوارى الثرى في أرض الوطن”.
كذلك نعى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي رحيل الشاعر النواب وقال في بيان “ننعى القامة الأدبية والشعرية العراقية الكبيرة الشاعر مظفر النوّاب، الذي برحيله فقدت الساحة الأدبية رمزاً ومثالاً ومناضلاً مخلصاً ومحبّاً ومنتمياً إلى قضايا وطنه وأمته”.
وأضاف الحلبوسي “لقد قدَّم النوّاب درساً عظيماً في الشجاعة السياسية والأدبية، وأثرى المشهد الشعري العراقي والعربي بسفر خالد من العطاء، وحمل اسم العراق في منفاه طوال سنوات الهجرة؛ بسبب الظلم”.
وختم الحلبوسي بالقول “لروح الراحل الفقيد الرحمة، ولذويه ومحبيه ولجميع الأدباء والشعراء الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
من جهته نعى وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم الشاعر النواب الذي توفى الجمعة “إثر مرض عضال”.
وقال ناظم في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لوزارة الثقافة إن “الشاعر الراحل من أهم الأصوات الشعرية العراقية، حيث تميز بغزارة إنتاجه مع إجادة واضحة ومقدرة فذة على تطويع اللغة وامتلاكه لمخزون جمالي لا ينضب، ما مكنه من كتابة الشعر بأشكاله كافة”.
وأكد البيان أن “رحيله يمثل خسارة كبيرة للأدب العراقي لما كان يمثله كنموذج للشاعر الملتزم ،كما أن قصائده رفدت المشهد الشعري العراقي بنتاجٍ زاخر تميز بالفرادة والعذوبة”.
وأضاف أن “وزارة الثقافة وهي تنعى النواب فإنها تؤكد أن منجزه سيظل ماثلاً في ذاكرة الأجيال ، كما تؤكد عزمها على إعادة طباعة كتبه ودواوينه لتشكل منهلاً للقراء والمهتمين”.
نبذة عن حياة الشاعر النواب
ولد النّواب عام 1934 في الكرخ بالعاصمة العراقية بغداد، وهاجرت عائلة جده إلى الهند أيام حكم العثمانيين للعراق، وهناك تولت الحكم في إحدى الولايات الهندية، ثم عادت منها إلى العراق بضغط من سلطات الاحتلال الإنجليزي بالهند بسبب مقاومتها لها.
ووفقاً لما اورده موقع السومرية نيوز، تعود الشرارة الأولى لموهبة النّواب بإكمال بيت شعري أعطاه شطره الأوّل أحد أساتذته في المرحلة الدراسية الابتدائية، معتمدا على ما كان يحفظه من اختيارات جدّه في منزلهم من قصائد ومختارات أدبية، أهّلته رويدا رويدا لبناء عوامل بنائه الشعري، إلى أن بات ناظما للقصائد في المرحلة الثانوية، وناشرا لها في الدوريات والمجلات الجدارية المدرسيّة.
تُعتبر قصيدة “قراءة في دفتر المطر” التي نظمها النواب عام 1969 أولى محطات الشهرة لديه، لينتقل بعدها إلى مساحة أوسع في عالم الشهرة عند الجمهور العربي بنظمه ملحمة شعرية حملت عنوان “وتريات ليلية” الّتي كُتبت خلال 1972-1975، مؤكدا فيها التزامه التامّ بقضايا العرب القومية السياسية والاجتماعية، وأصبح تغنيه بها سمة ظاهرة في شعره.
يشار إلى ان الشاعر الراحل تعرض للملاحقة وسجن في العراق إبان حكم النظام البائد، وعاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية أخرى، ووصف بأنه “أحد أشهر شعراء العراق في العصر الحديث”.
المواضيع المتشابهه
وفاة الشاعر مظفر النواب.. تعزيات رسمية واستذكار لمواقفه الوجدانية ونتاجه الزاخر
العرض العادي
