دور المرأة في المجتمع كناشطة مجتمعية يعتبر موضوعاً هاماً يتم مناقشته بشكل مستمر في العالم العربي. إن تحقيق المساواة بين الجنسين لم يكن أبداً أمراً سهلاً في مجتمعاتنا، ولا يزال الكثير من الأدوار المرتبطة بالرجال محصورة على الشباب والفئات الأكثر تحصيناً.المصدر من موقع المشهد
لذلك فإن دور المرأة في تطوير وتحسين المجتمع لابد أن يلقى اهتمام خاص، حيث تستطيع المرأة أن تكوِّن رأيها حول قضايا الجودة والحقوق التي تخص جميع أفراد المجتمع.
في هذه المدوَّنة، سنستكشف دور المرأة كناشطة مجتمعية، وسنسلِّط الضوء على كيفية تمكُّنها من إحداث التغير في المجتمع، والأدوار التي تلعبها في تنظيم المجتمعات وحل القضايا الاجتماعية، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها في مسيرتها.
1. دور المرأة في المجتمع القديم والحديث
تعد المرأة جزءًا لا يتجزأ من المجتمع في العصور القديمة والحديثة، حيث شاركت في جميع المجالات بجانب الرجل. ففي مصر الفرعونية، كانت المرأة تتمتع بحرية شديدة وحقوق سياسية واجتماعية، كما كان لها دورٌ كبيرٌ في الحياة الدينية. وفي العصور الحديثة، حصلت المرأة على حقوقها المدنية والسياسية والاجتماعية، حيث شاركت في المجالات المختلفة مثل السياسة والأعمال والفنون والرياضة. ولعبت المرأة دورًاً كبيرًا في تحقيق النهضة العربية والربيع العربي، مما يؤكد حضورها كناشطة مجتمعية. يجب على المرأة أن تحوز على الثقة بالنفس والطموح والمبادرة والتمسك بالتطور، لتلعب دورًا فعّالًا في المجتمع.
2. حضور المرأة في المجالات المختلفة
يحتل حضور المرأة في المجالات المختلفة مكانة مُهمة بالنسبة لتطوير المجتمعات، فالمرأة لديها القدرة على المُشاركة بطريقة فاعلة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. حيث أثبتت المرأة قدرتها في دخول العديد من المجالات التي كانت حُكرًا على الرجال، وتألقت فيها بمهاراتها واجتهادها وسعيها الدائم للتميز والتفوق. ويعد دور المرأة في المجالات المختلفة أحد أهم المحورين في شؤون المجتمعات الحديثة، وإذا نجحت في اكتساب الثقة والاحترام والتقدير يُمكنها تكوين نسيجٍ مجتمعيٍ صلب ومنسجمٍ يؤدي في النهاية إلى الرفع من مستوى الحياة في المجتمع.
3. دور المرأة في الربيع العربي
بعد مشاركة واسعة ونشطة للمرأة في ثورات الربيع العربي، بقيت الحقوق النسائية في بلدان الربيع العربي تحت التهديد ولم تتحسن كما كان متوقعاً. ومع ذلك، فقد أربكت المشاركة الكبيرة للمرأة في هذه الثورات الأنظمة السلطوية التي كانت تتوقع أن تبقى النساء حذرات وأن يتجنبن المظاهرات. لعبت المرأة أدواراً متنوعة في هذه الثورات، وعلى الرغم من تمثيلها الاجتماعي الضعيف في بلدانها، فإنه لا يمكن إغفال أن المشاركة الواسعة للمرأة في هذه الثورات قد تشكل فرصة من الفرص لنيل حقوقها. إن حال المرأة في المجتمع السياسي بعد الربيع العربي يعكس حاجتنا الحقيقية للثورات على العقلية الاجتماعية المستبدة وصنم الذكورية التي ما تزال تستمر.
4. الديانات وتأثيرها على الحوار الاجتماعي
يختلف تأثير الديانات على الحوار الاجتماعي بين الثقافات والمجتمعات. ففي بعض الثقافات، يتم تمييز المرأة وتعريضها للتمييز والاضطهاد بسبب ديانتها. بينما في ديانات أخرى، ترى المرأة كجزء متساوٍ من المجتمع ويتم احترام حقوقها الدينية والاجتماعية. ومن المهم التأكيد على أن الحوار الاجتماعي يواجه تحديات أن يكون مستوحى من الدين، بالتزامن مع الحفاظ على حقوق المرأة وتعزيز دورها كناشطة مجتمعية، حيث يشكل الإيمان الديني قوة محفزة للحوار والتفاهم بين الطوائف والديانات المتعددة، مما يساهم في تعزيز المجتمع الإسلامي ككل ويدعم دور المرأة كعضو في المجتمع.
5. نشاطات وحدة تمكين المرأة في التربية الأساسية
تلعب المرأة دورًا مهمًا في المجتمع كناشطة مجتمعية، ومن بين النشاطات المهمة التي تقوم بها وحدات تمكين المرأة هي التركيز على التربية الأساسية. فالتربية الجيدة للأطفال هي المفتاح الأساسي لإعداد المجتمعات المستقبلية بشكل صحيح. وتهدف هذه النشاطات إلى تمكين النساء حتى يتمكنَّ الأطفال من تلقي تعليم جيد، وتحقيق الامتثال لحقوق الطفل ورعايتهم وحمايتهم. كما تساعد هذه النشاطات في تحديث المقررات الدراسية وجعلها تتناسب مع حاجات الأطفال والمجتمع، وتعزيز قدرات المعلمات وتزويدهن بالموارد اللازمة لجعل التعلم أكثر تفاعلية وإبداعية. تتطلب هذه الجهود الرائدة من قبل المرأة العديد من الصفات الرائدة مثل الصبر والحنكة والتسامح والعمل الدؤوب، وكما هو معروف دائمًا فإن دور المرأة كقائدة ومتحدثة مدعومة بالتعليم والثقافة يمكن أن يلعب دورًا فعالًا في تطور المجتمع ومستويات التطور المستقبلية.
6. صفات تحتاجها المرأة لدورها في المجتمع
تحتاج المرأة إلى صفات محددة لتلعب دورًا فعالًا في المجتمع كناشطة مجتمعية، فمن ضمن هذه الصفات الثقة بالنفس، والتحلي بروح القيادة والحزم، بالإضافة إلى القدرة على التحمل والصبر والمثابرة. كما يتطلب دور المرأة العمل الجاد والمثابرة في تحسين أحوال المجتمع، والتفاني في العمل الخيري ودعم الفئات الأشد حاجة. إضافة إلى ذلك، فإن المرأة كناشطة مجتمعية تحتاج إلى التواضع والإرادة الصلبة، والقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة بحكمة وهدوء. هذه الصفات يمكن أن تساعد المرأة على خدمة المجتمع بكفاءة وكرم.
7. دور المرأة في المفاوضات واللجان
يؤدي النساء أدواراً مهمة في عمليات السلام والمفاوضات، حيث يمكنهن الجلوس على طاولة المفاوضات الرسمية أو الانضمام إلى اللجان الفرعية التي تناقش مسائل محددة. ومن خلال دور المرأة في هذه اللجان، يمكنها تقديم وجهات نظرها ومساهمة في صنع القرارات الهامة. يساعد ذلك في زيادة التمثيل النسائي في عمليات السلام وتعزيز دور المرأة في المجتمع. ومن الملهم سماع القصص حول النساء الناجحات في المجال السياسي والمجتمعي، واللواتي استطاعن التأثير في صنع القرارات الهامة التي تخص المجتمع. لذا، يجب دعم دور المرأة في المفاوضات وتشجيعهن على المشاركة في هذه اللجان لبناء مجتمع أكثر تميزاً وتطوراً.
8. قصص نساء ناجحات في السياسة والمجتمع
تعد قصص نساء ناجحات في السياسة والمجتمع مصدر إلهام لشابات العالم العربي، فهن يرفعن شعار المساواة بين الجنسين ويثبتن بمثابرتهن وجدارتهن أن النساء على قدر المسؤولية السياسية والاجتماعية. بينما تنجح الكثير من النساء في بيئة العمل الأمريكية نذكر مثال كاملة هينري التي تولت رئاسة الفدرالي ريزرف بنك بولاية كانساس عام 2018، وأليكسندر أوكازيوكورتيز التي تم انتخابها كأصغر عضو في الكونغرس الأمريكي والتي تركز على قضايا الطاقة المتجددة والتغير المناخي، تدفع نساء أخريات في الدول العربية المتحرّرة إلى الحركة والنضال لاكتساب دور سياسي ومجتمعي كبير. فعلى سبيل المثال نذكر شكريّة الدحماني النائبة الأولى لرئيس الجمعية الوطنية التونسية، والتي تحركت في الكثير من المفاوضات المهمة في السياسة الدولية. ونذكر أيضًا أنتصار الشامي، الناشطة اليمنية وناشطة حقوقية تعرّف نفسها بأنها «مناضلة»، وهي أحد الأعضاء المؤسسين لنادي الشباب الثوري Unjaded الذي لعب دورًا كبيرًا في الربيع العربي.
9. حقوق المرأة وفقًا للأنظمة
حقوق المرأة هي جزء أساسي من حقوق الإنسان وتصبح ضرورية لتحقيق المساواة بين الجنسين في المجتمع. تعمل الدول على تأمين هذه الحقوق بما يتماشى مع الأنظمة الدستورية والقوانين الوطنية. وفقًا لذلك، فإن حقوق المرأة تغطي جميع المجالات بما في ذلك الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وتشمل هذه الحقوق الحرية الشخصية، والحق في التعليم، وحق العمل، والحق في صحة جيدة، وحرية التعبير وغيرها الكثير. وتلتزم الدول بإصلاح الأنظمة القانونية لضمان وقاية حقوق المرأة وتجنب أي تمييز بين الجنسين والعمل على تحسين مستوى حياة المرأة وقدراتها ومساهمتها الفعالة في تطوير المجتمع.
10. دور المرأة كقيادية ومتحدثة بارزة.
تُعرَف المرأة بأنّها شريك مؤثّر في تنمية المجتمع، بتعزيز دورها القيادي وعززت قدراتها التحويلية والابتكارية. وتحقيقًا لهذا الهدف، يستطيع المجتمع الاستفادة من مؤهّلات المرأة في كلّ المجالات، سواء كان ذلك في العمل أو السياسة أو الثقافة. ورغم تحسين موقعها الاجتماعي في المجتمعات المختلفة، ومع ذلك ما زالت تواجه تحديات عدّة، لذلك فإنّ تمكين المرأة كقيادية ومتحدثة بارزة يعد عنصراً رئيسيًّا في النهضة الاجتماعية والاقتصادية. فبقدرتها على التصدي للصعوبات وتحقيق الإنجازات، تحظى المرأة بدور تحويلي داخل المجتمع، حيث تسهم بإيجاد مؤسسات جديدة وفرص اقتصادية ناشئة، والتي تتميّز بالتنوع الثقافي وتشجع على الابتكار والخلاقية.
المواضيع المتشابهه
دور المرأة في المجتمع كناشطة مجتمعية
العرض العادي
