26 رجب وفاة أبي طالب
في رجب المرجب /
قرابته بالمعصوم
عمّ رسول الله(ص)، وأبو الإمام علي(ع)، وجدّ الإمامينِ الحسن والحسين(عليهما السلام).
اسمه وكنيته ونسبه
أبو طالب عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم.
أُمّه
فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية.
ولادته
ولد حوالي عام 88 قبل الهجرة، أي قبل ولادة النبي(ص) بخمسة وثلاثين عاماً، ومن المحتمل أنّه ولد في مكّة باعتباره مكّيّاً.
إيمانه
لمّا بُعث النبي محمّد(ص) إلى البشرية مبشّراً ومنذراً، صدّقه أبو طالب وآمن بما جاء به من عند الله، ولكنّه لم يُظهر إيمانه تمام الإظهار، بل كتمه ليتمكّن من القيام بنصرة رسول الله(ص) ومَن أسلم معه.
قال الشيخ المفيد(قدس سره): «اتّفقت الإمامية على أنّ آباء رسول الله(ص) من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطّلب مؤمنون بالله عزّ وجل موحّدون له… .
وأجمعوا على أنّ عمّه أبا طالب رحمه الله مات مؤمناً، وأنّ آمنة بنت وهب كانت على التوحيد، وأنّها تُحشر في جملة المؤمنين»(1).
وقال الشيخ الصدوق(قدس سره): «اعتقادنا في آباء النبي أنّهم مسلمون من آدم إلى أبيه عبد الله، وأنّ أبا طالب كان مسلماً، وأُمّه آمنة بنت وهب كانت مسلمة»(2).
من الأدلّة على إيمانه
أ ـ روايات أهل البيت(عليهم السلام)، نذكر منها:
1ـ قال العباس بن عبد المطّلب: «قلتُ لرسولِ اللهِ(ص): يا بنَ أخي، ما ترجُو لأبي طالبٍ عمّك؟ قال: أرجو لهُ رحمةً من ربِّي وكلّ خير»(3).
2ـ قال الإمام علي(ع): «مَا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ حَتَّى أَعْطَى رَسُولَ اللهِ(ص) مِنْ نَفْسِهِ الرِّضَا»(4).
7ـ قال الإمام الصادق(ع): «إِنَّ مَثَلَ أَبِي طَالِبٍ مَثَلُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ أَسَرُّوا الْإِيمَانَ وَأَظْهَرُوا الشِّرْكَ، فَآتَاهُمُ اللهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ»(9).
ب ـ إجماع علماء مذهب الشيعة على إسلامه بل إيمانه، وإجماعهم هذا حجّة، وقد وافقهم على إسلامه(رضوان الله عليه) من علماء السنّة جماعة، لكن عامّهم على خلاف ذلك.
وقد وافق أكثر الزيدية الشيعة على إسلامه(رضوان الله عليه)، وبعض من شيوخ المعتزلة، وجماعة من الصوفية، وغيرهم.
ج ـ أشعاره(رضوان الله عليه) التي تُنبئ عن إسلامه، ونذكر هنا أحد عشر شاهداً من شعره، وهي:
كفالته للنبي(ص)
تُوفّي أخوه عبد الله ـ والد النبي(ص) ـ والنبي حمل في بطن أُمّه، وحينما ولد(ص) تكفّله جدّه عبد المطّلب، ولمّا حضرت الوفاة لعبد المطّلب أوصى ولده أبا طالب بحفظ رسول الله(ص) وحياطته وكفالته، وكان عمره(ص) ثماني سنين، فكفله أبو طالب وقام برعايته أحسن قيام.
حبّه للنبي(ص)
كان(رضوان الله عليه) يُحبّ النبي(ص) حبّاً شديداً، وفي بعض الأحيان إذا رآه كان يبكي ويقول: «إذا رأيته ذكرت أخي»(12)، وكان عبد الله أخاه لأبويه.
حنوّه على النبي(ص)
لمّا أدخلت قريش بني هاشم الشعب إلّا أبا لهب وأبا سفيان بن الحرث، فبقي القوم بالشعب ثلاث سنين، وكان رسول الله(ص) إذا أخذ مضجعه وعرف مكانه، جاءه أبو طالب فأنهضه عن فراشه وأضجع ابنه أمير المؤمنين(ع) مكانه.
فقال له أمير المؤمنين(ع) ذات ليلة: «يَا أَبَتَاهْ إِنِّي مَقْتُول»، فقال:
«اِصبِرَنْ يا بُنيَّ فالصَّبرُ أحْجَى ** كلُّ حيٍّ مصيرهُ لشعوبِ
6ـ جُمانة «أعطاها النبي(ص) في خيبر ثلاثين وسقاً من التمر»(20).
وفاته
تُوفّي(رضوان الله عليه) في السابع من شهر رمضان 10 للبعثة النبوية الشريفة بشعب أبي طالب في مكّة المكرّمة، وقيل: تُوفّي في السادس والعشرين من رجب 10 للبعثة النبوية الشريفة، ودُفن في مقبرة الحَجُون.
تجهيزه
«لمّا قُبض(رحمه الله)، أتى أمير المؤمنين(ع) رسول الله(ص)، فآذنه بموته، فتوجّع لذلك النبي(ص) وقال: امْضِ يَا عَلِيُّ، فَتَوَلَّ غُسْلَهُ وَتَكْفِينَهُ وَتَحْنِيطَهُ، فَإِذَا رَفَعْتَهُ عَلَى سَرِيرِهِ فَأَعْلِمْنِي.
ففعل ذلك أمير المؤمنين(ع)، فلمّا رفعه على السرير اعترضه النبي(ص) فَرَقّ له وقال: وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، وَجُزِيتَ خَيْراً، يَا عَمِّ، فَلَقَدْ رَبَّيْتَ وَكَفَّلْتَ صَغِيراً، وَآزَرْتَ وَنَصَرْتَ كَبِيراً.
ثمّ أقبل على الناس فقال: أَمَا وَاللهِ، لَأَشْفَعَنَّ لِعَمِّي شَفَاعَةً يَعْجَبُ منهَا أَهْلُ الثَّقَلَيْن»(21).
ــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ أوائل المقالات: 45.
2ـ الاعتقادات: 110، باب40.
3ـ الدرجات الرفيعة: 49.
4ـ شرح نهج البلاغة 14/ 71.
5ـ كمال الدين وتمام النعمة 1/ 174 ح32.
6ـ بحار الأنوار 35/ 114 ح51.
7ـ المصدر السابق ح44.
8ـ كنز الفوائد: 80.
9ـ الكافي 1/ 448 ح28.
10ـ روضة الواعظين: 141.
11ـ إيمان أبي طالب للمفيد: 34.
12ـ شرح نهج البلاغة 14/ 64.
13ـ الفصول المختارة: 59.
14ـ الخصال 1/ 293 ح59.
15ـ الكافي 1/ 446 ح21.
16ـ شرح نهج البلاغة 14/ 78.
17ـ الاستيعاب 3/ 1078 رقم1834.
18ـ المصدر السابق 1/ 242 رقم327.
19ـ الأمالي للصدوق: 532 ح702.
20ـ اُنظر: الاستيعاب 4/ 1801 رقم3271.
21ـ إيمان أبي طالب للمفيد: 25.
بقلم: محمد أمين نجف