منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) سنة الرسول - اخلاق الرسول - صفات الرسول - أعمال الرسول - افعال الرسول - غزوات الرسول - فتوحات الرسول - احاديث الرسول - زوجات الرسول - صلى الله عليه وآله
( ١٣ )
غزوة حنين
وأخذ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوزع الغنائم بنفسه وأجزل العطاء لطائفتين الأولى لفقراء المسلمين ليألف قلوبهم والطائفة الثانية لحديثي العهد بالإسلام . وبدأ بالمؤلفة قلوبهم وهم سادات العرب وكانوا حديثي الإسلام، ضعيفي الإيمان وأراد أن يقوي إسلامهم أو مشركين ليطمعهم في الإسلام وبدأ بأبي سفيان بن حرب فأعطاه مئة بعير ومئة أوقية من الذهب والفضة وضعها في ثوبه .قال يا رسول الله ولإبني معاوية .قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : إعطوه مثل ما أعطي أبوه مئة بعير ومئة أوقية من الذهب والفضة.
وقال ولإبني يزيد فأعطاه صلى الله عليه واله وسلم مثلهم وكلها وضعوها في نفس الثوب . ومن ثقل الثوب لم يستطع حمله فطلب المساعدة على حمله فأبى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقال له : إحملها وحدك. فظل يقاوم إلى أن حملها بعد معاناة. فهز رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رأسه. تعجبا كيف الدنيا تدخل في قلب الإنسان ؟
ثم نادوا عنينة بن حصن وعلى الرغم من كل ما فعله أعطاه مئة بعير ومئة أوقية من الذهب والفضة وكذلك أعطي للأقرع إبن حابس وعباس بن مرداس وأعطى لصفوان بن أمية ٣٠٠ ناقة ثم زاده مئة ثم أخرى وجاء إعرابي ليس من القبائل المشاركة في المعركة فقال : إعطني يامحمد. فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: أعطوه الغنم الموجود في هذا الجزء من الوادي( وكان الوادي مليء بالغنم) فقال: اتستهزأ بي يا محمد . فأشار إليه بأخذ الغنم.
فأخذ هذا الأعرابي يسوق بالغنم دون أن يعترضه احد،فذهب إلى قومه وهو فرح ومسرور وينادي : تعالوا وأسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر فجاءوا وأسلموا.
وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يؤلف القلوب بتوزيع الأموال.
وقد إزدحم عليه الأعراب حتى ما عاد أن يتحرك فرجع الرسول صلى الله عليه واله وسلم وإجتمعوا عليه وهو يتراجع ومن شدة الدفع تعلق رداءه بشجرة قد إلتصق عليها فإنكشف بدون ثوب وهو يصيح : ردوا إلي ردائي، فوالذي نفسي بيده لو كان لي عدد شجر تهامة نِعما لقسمتها عليكم ثم ما ألقيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا، وليس لي إلا الخمس وحتى الخمس هو لكم.
وجاء إعرابي فأمسك ثوب النبي صلى الله عليه واله وسلم بقوة حتى أنه ترك إحمرارا في جسمه الشريف وقال : يا محمد إعطني وأعدِل فإن قريش قوم يظلمون. فأراد بعض الصحابة قتله فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: دعوه وأعطوه حتى يرضى.
وفي هذا الوقت كان من ضمن الأسرى إمرأة كبيرة بالسن في السبعينيات من عمرها تصيح: إتركوني أنا أخت نبيكم ،أنا أخت نبيكم. فقال بعض الصحابة: ما علمنا لصاحبنا من أخت !!
فظلت تصرخ وتقول : خذوني إليه، خذوني إليه. فأخذوها إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقالت : أنا الشيماء بنت الحارثبنت حليمة السعدية، أنا أختك بالرضاعة ( حيث كان عمرها سبع سنوات والرسول صلى الله عليه واله وسلم ما زال صغيرا يرضع الحليب وكانت تحمله ) فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ما علامتك .
قالت : على كتفي عضة أنت فعلت ذلك عندما كنت أحملك. فصدقها وطلب منها أن تذهب معه للمدينة، فأبت وأرادت الذهاب مع قومها. فأكرمها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأعطاها من الغنائم واركبها بنفسه. وكانت من قبلية بني سعد ،فلما رآى الناس ما فعل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لها أطلقوا كل سبايا بني سعد إكراما لها
ومن ضمن الأسرى سراقة بن مالك الجشعمي من أهل الطائف( وهو من كان يتبع آثار النبي صلى الله عليه واله وسلم عند هجرته للمدينة ليقتله فزلت قدمه وأخذ فرسه يسحله وطلب الأمان من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فأعطاه الأمان) أخذ ينادي: أطلقوني فإن عندي كتاب أمان من نبيكم . فقال من بقربه من المسلمين: أي كتاب . فأخرج الكتاب فإذا هو عظم بعير كتبه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بيده بأنه يعطي الأمان لسراقة بن مالك.
فأتوا بالكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال: نعم إن هذا الكتاب مني ،إنه يوم الوفاء،إنه يوم الوفاء. ( أي بعد ثمان سنوات من الهجرة ).
المواضيع المتشابهه
غزوة حنين (١٣)
العرض العادي
